عتبرت مجلة "تايم" الأمريكية أن الشرق الأوسط لا يستطيع العيش في وجود الرئيس السوري بشار الأسد لكن العيش بدونه لن يكون سهلا.
وذكرت المجلة، في سياق تقرير بثته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني،
أنه لا يوجد من يتوقع نهاية سعيدة في أي وقت قريب للحرب الأهلية في سوريا.
وعددت المجلة خمسة كوابيس قد تشهدها المنطقة عندما يسقط نظام الأسد أولها استمرار حمام الدم الطائفي أو زيادة كثافته.
وقالت المجلة إن العروض العربية المتجددة للمرور الآمن للأسد إذا وافق على
التنحي لا تتفهم الأمور بشكل جيد حيث أنه ليس مجرد نظام يعتمد على الدعاية
والإعلام في السيطرة على الشعب فحسب بل أنه ينجو لأن آلاف السوريين لا
يزالون مستعدين للقتل من أجل الأسد، أو على الأقل إخضاع التمرد.
وأضافت أن الأسد يدير نظاما من حكم أقلية مكنت الأقلية العلوية مدعومة
بالمسيحيين والدروز وغيرها من الأقليات ونخبة من الأغلبية السنية.
وأوضحت المجلة أن ثاني الكوابيس هو ملء الجهاديين للفراغ الذي سينتج في
مرحلة ما بعد الأسد، فتواجد عنصر يستلهم أعماله من تنظيم القاعدة في التمرد
السوري تأسس له منذ فترة طويلة - وخلصت الاستخبارات الأمريكية إلى أن بعض
التفجيرات الانتحارية الكبيرة التي وقعت في وقت سابق في دمشق كانت من تنفيذ
مثل تلك الجماعات.
وقالت الصحيفة إن ثالث كابوس يخيم على المنطقة هو تفشي وانتشار الأسلحة
الكيماوية فقد أصبحت مخزونات نظام بشار الأسد من الأسلحة الكيماوية، التي
تطورت منذ عقود كما يبدو لتكون ميزة إستراتيجية ضد القدرة النووية المفترضة
لعدوه الرئيسي إسرائيلي، محل تركيز ملح للمناقشة بين القوى الغربية
وإسرائيل في الوقت الذي بدأ فيه النظام في الترنح.
وبحسب مجلة (تايم) الأمريكية فإن رابع الكوابيس هو تفكك سوريا، ففي ضوء
الفواصل الطائفية التي يدور عليها الصراع على السلطة في سوريا لن يتم تدمير
النظام كما هو مفترض على نطاق واسع إلى أجزاء مفتتة فحسب عندما يصل الثوار
إلى بوابات بيت الأسد.
وقالت المجلة إنه بدلا من ذلك فإن أولئك الذين من المفترض أن يقاتلوا
لإبقاء الأسد في السلطة سيتراجعون، عندما يجبرون على ذلك بسبب الخلافات
الرهيبة، إلى خطوط يكونون قادرين على الدفاع منها بشكل أكبر من تلك التي
يحمون أنفسهم بها وإلى مجتمعاتهم الرئيسية.
وأوضحت المجلة أن خامس الكوابيس التي يمكن أن تشهدها المنطقة هو أن ما يحدث
في سوريا لا يبقى داخلها فبالنظر إلى خريطة الشرق الأوسط الحديثة يكون أول
ما يتبادر للذهن هو عدد الخطوط التي تصف الحدود بين سوريا وجيرانها، تركيا
والأردن والعراق ولبنان وإسرائيل.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن ذلك بسبب أن تلك الدول جميعها تم عملها
جميعا قبل أقل من مائة عام على لوحات الرسم والتخطيط الفرنسية والبريطانية
عندما كانوا يعيدون توزيع ما أصبح سلسلة من الدول التي تحكمها أقليات وهى
التي كانت سلسلة كبيرة من الأقاليم العثمانية، ورجحت المجلة في ختام
تقريرها ألا يبقى ما يحدث في سوريا داخلها.