منتديات آل سيدم
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها 829894
ادارة المنتدي وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها 103798
منتديات آل سيدم
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها 829894
ادارة المنتدي وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها 103798
منتديات آل سيدم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات آل سيدم

منتديات آل سيدم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
لا اله الآ الله الجليل الجبار لا اله الآ الله الواحد القهار، لا اله الآ الله الكريم الستار لا اله الآ الله الكبير المتعال، لا اله الآ الله وحده لاشربك له الها واحدا ربا وشاهدا احدا وصمدا ونحن له مسلمون ، لا اله الآ الله وحده لاشربك له الها واحدا ربا وشاهدا احدا وصمدا ونحن له عابدون لا اله الآ الله وحده لاشربك له الها واحدا ربا وشاهدا احدا وصمدا ونحن له قانتون، لا اله الآ الله وحده لاشربك له الها واحدا ربا وشاهدا احدا وصمدا ونحن له صابرون، لا اله الا الله محمدا رسول الله ، اللهم اليك فوضت امري وعليك توكلت يا ارحم الراحمين
dailymotion-domain-verification=dmaou98xy16b45bmq
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
شجاع سيدم
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_rcap1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Voting_bar1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_lcap1 
العنود
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_rcap1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Voting_bar1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_lcap1 
سمراء عدن
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_rcap1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Voting_bar1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_lcap1 
sabaa
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_rcap1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Voting_bar1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_lcap1 
مجدي الربادي
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_rcap1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Voting_bar1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_lcap1 
حذيفه احمد سيدم
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_rcap1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Voting_bar1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_lcap1 
تمارا
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_rcap1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Voting_bar1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_lcap1 
ناجي صالح سيدم
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_rcap1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Voting_bar1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_lcap1 
وريف مهند
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_rcap1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Voting_bar1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_lcap1 
مازن سيدم
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_rcap1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Voting_bar1وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Vote_lcap1 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
المواضيع الأخيرة
» نسخة مصغرة من نهاية العالم احداث مثيرة ومذهلة
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالإثنين مايو 25, 2020 9:15 pm من طرف شجاع سيدم

» تقرير مصور عن رؤساء اليمن فترة السبعينيات
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالسبت مايو 23, 2020 9:50 pm من طرف شجاع سيدم

» روساء وملوك اليمن خلال المائة سنة الماضية
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالأربعاء مايو 20, 2020 9:11 pm من طرف شجاع سيدم

»  جزيرة سقطرى │ بودكاست يمني │ الحلقة السادسة
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالأربعاء مايو 13, 2020 3:29 pm من طرف نسر اليمن

» تحميل كتب الكترونية مجانية
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالإثنين أكتوبر 08, 2018 2:33 am من طرف شجاع سيدم

» افضل موقع لتحميل كتب pdf مجانية
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالإثنين أكتوبر 08, 2018 2:32 am من طرف شجاع سيدم

»  رواية الساعة الخامسة والعشرين pdf
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالإثنين أكتوبر 08, 2018 1:38 am من طرف شجاع سيدم

» نتائج الشهادة الثانوية والشهادة الاساسية في اليمن لعام 2018
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالإثنين سبتمبر 17, 2018 6:17 pm من طرف شجاع سيدم

» اشد كوارث سقوط الطائرات خسارة في الاروح
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالإثنين سبتمبر 17, 2018 4:39 am من طرف شجاع سيدم

» برنامج المواريث لتقسيم الورث بدون اى عناء وبكل دقه ويشمل جميع حالات العائله + الشرح
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالخميس سبتمبر 14, 2017 11:47 am من طرف شجاع سيدم

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 263 بتاريخ الإثنين ديسمبر 26, 2011 1:01 am
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط آل سيدم_عمار اليمن على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات آل سيدم على موقع حفض الصفحات

منتدى الكمبيوتر والانترنت

↑ Grab this Headline Animator

إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



    شاطر | 
     

     وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها

    استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    شجاع سيدم
    شجاع سيدم
    :::::المدير العام:::::
    :::::المدير العام:::::

    عدد المساهمات : 4089
    نقاط : 14331
    نقاط التقييم : 24
    تاريخ التسجيل : 04/09/2010
    العمر : 45
    الموقع : https://saidam.yoo7.com/

    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Empty
    مُساهمةموضوع: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها   وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالجمعة يونيو 29, 2012 7:10 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    تفسير قوله تعالى:
    {)وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ
    يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ
    لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ
    وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114)


    للشيخ محمد بن صالح
    العثيمين - رحمه الله -



    التفسير:ـ

    { 114 } قوله تعالى:
    { ومن أظلم }: { من }
    اسم استفهام؛ وهي مبتدأ؛ و{ أظلم } خبرها؛
    والاستفهام هنا بمعنى النفي؛ يعني لا أحد أظلم؛
    والميزان الذي يبيِّن أن الاستفهام بمعنى النفي أنك لو حذفت الاستفهام،
    وأقمت النفي مقامه لصح؛
    والفائدة من تحويل النفي إلى الاستفهام أنه أبلغ في النفي؛
    إذ إن الاستفهام الذي بمعنى النفي مشرب معنى التحدي؛
    كأنه يقول: بيِّنوا لي أيّ أحد أظلم من كذا وكذا.

    وقوله تعالى: { أظلم }
    اسم تفضيل من الظلم؛ وأصله في اللغة النقص؛ وهو أن يفرط الإنسان فيما
    يجب؛ أو يعتدي فيما يحرم؛ ويدل على هذا قوله تعالى: {كلتا
    الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئاً} [الكهف: 33] أي لم تنقص؛
    وهو في الشرع بهذا المعنى؛ لأن الظلم عبارة عن تفريط في واجب، أو انتهاك
    لمحرم وهذا نقص
    قوله تعالى: { ممن منع مساجد الله أن يذكر
    فيها اسمه }: «مِن» حرف جر؛ و{ مَن } اسم موصول؛ أي من الذي منع؛ وأضيفت المساجد
    إلى الله عز وجل؛ لأنها محل عبادته؛ فتكون الإضافة هنا من باب التشريف.

    وقوله تعالى: { مساجد الله }
    منصوب على أنه مفعول { منع }؛
    و{ أن يذكر فيها اسمه } بدل منه.

    قوله تعالى: { وسعى في
    خرابها } معطوف على { منع }؛
    يعني جمع وصفين: منع المساجد أن يذكر فيها اسمه؛ والسعي في خرابها؛
    والخراب هو الفساد،
    كما قال تعالى: {يخربون بيوتهم بأيديهم} [الحشر: 2]
    .
    قوله تعالى: { أولئك } اسم إشارة يعود
    إلى الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وسعوا في خرابها؛
    { ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } يحتمل ثلاثة
    معان:
    الأول: ما كان ينبغي لهؤلاء أن يدخلوها إلا خائفين
    فضلاً عن أن يمنعوا عباد الله؛
    لأنهم كافرون بالله عز وجل؛ فليس لهم حق أن يدخلوا المساجد إلا خائفين.

    الثاني: أن هذا خبر بمعنى النهي؛ يعني: لا تدعوهم
    يدخلوها - إذا ظهرتم عليهم - إلا خائفين.

    الثالث: أنها بشارة من الله عز وجل أن هؤلاء الذين
    منعوا المساجد - ومنهم المشركون الذين منعوا النبي صلى الله عليه وسلم
    المسجد الحرام - ستكون الدولة عليهم، ولا يدخلونها إلا وهم ترجف قلوبهم.

    قوله تعالى: { لهم في الدنيا خزي } أي
    ذل، وعار
    { ولهم في الآخرة عذاب عظيم } أي عقوبة عظيمة.


    الفـوائد:
    1- من فوائد الآية: أن المعاصي تختلف قبحاً؛ لقوله تعالى: { ومن أظلم }؛ و{ أظلم } اسم
    تفضيل؛ واسم التفضيل يقتضي مفضَّلاً، ومفضَّلاً عليه؛ وكما أن المعاصي
    تختلف، فكذلك الطاعات تختلف: بعضها أفضل من بعض؛ وإذا كانت الأعمال تختلف
    فالعامل نتيجة لها يختلف؛ فبعض الناس أقوى إيماناً من بعض؛ وبهذا نعرف أن
    القول الصحيح قول أهل السنة، والجماعة في أن الإيمان يزيد، وينقص،
    والناس يتفاوتون تفاوتاً عظيماً لا في الكسب القلبي، ولا في الكسب
    البدني: فإن الناس يتفاوتون في اليقين؛ ويتفاوتون في الأعمال الظاهرة من
    قول أو فعل.
    يتفاوتون في اليقين: فإن الإنسان نفسه
    تتفاوت أحواله بين حين وآخر؛ في بعض الأحيان يصفو ذهنه وقلبه حتى كأنما
    يشاهد الآخرة رأي عين؛ وفي بعض الأحيان تستولي عليه الغفلة، فيَقِلُّ
    يقينه؛ ولهذا قال الله تعالى لإبراهيم: {أو لم تؤمن
    قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} [البقرة: 260] ؛
    وتفاوت الناس في العلم، واليقين أمر معلوم: فلو أتى رجل، وقال: «قدم فلان»
    - والرجل ثقة عندي - صار عندي علم بقدومه؛ فإذا جاء آخر، وقال: «قدم
    فلان» ازداد علمي؛ فإذا جاء الثالث ازداد علمي أكثر؛ فإذا رأيتُه ازداد
    علمي؛ فالأمور العلمية تتفاوت في إدراك القلوب لها.

    أيضاً يتفاوت الناس في الأقوال: فالذي يسبِّح
    الله عشر مرات أزيد إيماناً ممن يسبِّحه خمس مرات؛ وهذه زيادة كمية
    الإيمان؛ كذلك يتفاوت الناس في الأعمال من حيث جنس العمل: فالمتعبد
    بالفريضة أزيد إيماناً من المتعبد بالنافلة؛ لقوله تعالى في الحديث
    القدسي: «ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت
    عليه»(1) ؛
    فبهذا يكون القول الصواب بلا ريب قول أهل السنة،
    والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص.


    2 - ومن فوائد الآية: جواز منع دخول
    المساجد لمصلحة؛
    لقوله تعالى: { أن يذكر فيها اسمه}؛
    ومنع مساجد الله له أسباب؛ فتارة تمنع المساجد من أن تمتهن فرشها، أو
    أرضها، أو كتبها، أو مصاحفها؛
    فتغلَّق الأبواب حماية لها؛ وتارة تغلق أبوابها خوفاً من الفتنة، كما لو
    اجتمع فيها قوم لإثارة الفتن، والتشويش على العامة؛ فتغلق منعاً لهؤلاء
    من الاجتماع؛ وتارة تغلق لترميمها، وإصلاحها؛ وتارة تغلق خوفاً من سرقة
    ما فيها؛ ففي كل هذه الصور إغلاقها مباح، أو مطلوب.


    3 - ومنها: تحريم منع المساجد من أن
    يذكر فيها اسم الله سواء كان ذكر الله: صلاة، أو قراءة للقرآن، أو
    تعليماً للعلم، أو غير ذلك.
    وأخذ بعض العلماء من هذه الآية: تحريم التحجر؛
    وهو أن يضع شيئاً في الصف، فيمنع غيره من الصلاة فيه،
    ويخرج من المسجد؛ قالوا: لأن هذا منع المكان الذي تحجره بالمسجد أن يذكر
    فيه اسم الله؛ لأن هذا المكان أحق الناس به أسبق الناس إليه؛ وهذا قد منع
    من هو أحق بالمكان منه أن يذكر فيه اسم الله؛ وهذا مأخذ قوي؛
    ولا شك أن التحجر حرام: أن الإنسان يضع شيئاً، ويذهب،
    ويبيع، ويشتري، ويذهب إلى بيته يستمتع بأولاده، وأهله؛
    وأما إذا كان الإنسان في نفس المسجد فلا حرج أن يضع ما يحجز به المكان
    بشرط ألا يتخطى الرقاب عند الوصول إليه، أو تصل إليه الصفوف؛ فيبقى في
    مكانه؛ لأنه حينئذ يكون قد شغل مكانين.


    4- ومن فوائد الآية: شرف المساجد؛
    لإضافتها إلى الله؛ لقوله تعالى: { مساجد الله }؛

    والمضاف إلى الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
    إما أن يكون أوصافاً؛ أو أعياناً؛ أو ما يتعلق بأعيان مخلوقة؛
    فإذا كان المضاف إلى الله وصفاً فهو من صفاته
    غير مخلوق، مثل كلام الله، وعلم الله؛
    وإذا كان المضاف إلى الله عيناً قائمة بنفسها
    فهو مخلوق وليس من صفاته، مثل مساجد الله، وناقة الله، وبيت الله؛ فهذه
    أعيان قائمة بنفسها إضافتها إلى الله من باب إضافة المخلوق لخالقه على وجه
    التشريف؛ ولا شيء من المخلوقات يضاف إلى الله عز وجل إلا لسبب خاص به؛
    ولولا هذا السبب ما خص بالإضافة؛
    وإذا كان المضاف إلى الله ما يتعلق بأعيان مخلوقة
    فهو أيضاً مخلوق؛ وهذا مثل قوله تعالى: {ونفخت فيه
    من روحي} [الحجر: 29] ؛ فإن الروح هنا مخلوقة؛ لأنها تتعلق بعين
    مخلوقة.
    5-ومن فوائد الآية: أن
    المصلَّيات التي تكون في البيوت، أو الدوائر الحكومية لا يثبت لها هذا
    الحكم؛
    لأنها مصلَّيات خاصة؛ فلا يثبت لها شيء من أحكام المساجد.


    6-
    ومنها: أنه لا يجوز أن يوضع في المساجد ما يكون سبباً
    للشرك؛ لأن { مساجد الله } معناها موضع
    السجود له؛
    فإذا وضع فيها ما يكون سبباً للشرك فقد خرجت عن موضوعها، مثل أن نقبر
    فيها الموتى؛ فهذا محرم؛ لأن هذا وسيلة إلى الشرك.


    7- ومنها: وجوب تطهير المساجد؛ وهذا
    مأخوذ من إضافتها إلى الله تلك الإضافة القاضية بتشريفها،
    وتعظيمها؛ ولهذا قال تعالى: { وطهر بيتي للطائفين
    والعاكفين والركَّع السجود }.


    8- ومنها: أن الناس فيها سواء؛
    لأن الله تعالى أضافها إلى نفسه: { مساجد الله }؛
    والناس عباد الله - بالنسبة إلى الله في المسجد سواء -؛ فكل من
    أتى إلى هذه المساجد لعبادة الله فإنه لا فرق بينه وبين الآخرين.[/size]

    وهنا نقول: إن للعالِم الحق أن يتخذ مكاناً
    يجعله لإلقاء الدرس، وتعليم الناس؛ لكنه إذا أقيمت الصلاة لا يمنع الناس -
    هو، وغيره سواء -.


    9- ومنها: أن ذكر الله لا بد أن يكون
    باسمه، فتقول: لا إله إلا الله؛ سبحان الله؛ سبحان ربك رب العزة
    عما يصفون؛
    سبحان ربي العظيم؛
    فالذكر باللسان لا يكون إلا باسم الله؛ أما ذكر القلب فيكون ذكراً
    لله، وذكراً لأسمائه؛
    فقد يتأمل الإنسان في قلبه أسماء الله، ويتدبر فيها، ويكون ذكراً للاسم؛
    وقد يتأمل في أفعال الله عز وجل، ومخلوقاته، وأحكامه الشرعية.


    أما ذكره بالضمير المفرد فبدعة، وليس
    بذكر، مثل طريقة الصوفية الذين يقولون: أفضل الذكر أن تقول: «هو»، «هو»؛
    «هو»، «هو»؛ قالوا: لأنك لا تشاهد إلا الله -والعياذ بالله؛
    فهم يرون أن أكمل حال الإنسان هو الفناء - أي
    يفنى عن مشاهدة ما سوى الله، بحيث إنه ما شاهد إلا الله؛
    ويقولون: ليس بلازم أن تقول: «لا إله إلا الله»: تثبت إلهين: واحد منفي،
    والثاني مثبت! بل قل: «هو»، «هو»، «هو»؛ فهذا لا شك من البدع؛ وليس ذكراً
    لله عز وجل؛ بل هو من المنكر.


    10 - ومن فوائد الآية: تحريم تخريب
    المساجد؛ لقوله تعالى: { وسعى في خرابها }؛
    ويشمل الخراب الحسي، والمعنوي؛ لأنه قد يتسلط بعض الناس - والعياذ بالله -
    على هدم المساجد حسًّا بالمعاول، والقنابل؛ وقد يخربها معنًى، بحيث ينشر
    فيها البدع والخرافات المنافية لوظيفة المساجد.


    11 - ومنها: البشارة للمؤمنين بأن
    العاقبة لهم، وأن هؤلاء الذين منعوهم لن يدخلوها إلا وهم خائفون؛
    وهذا على أحد الاحتمالات التي ذكرناها.
    12 - ومنها: أن
    عقوبة من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، الخزي والعار
    في الدنيا، والعذاب العظيم في الآخرة.


    13 - ومنها: أن الذنب إذا كان فيه
    تعدٍّ على العباد فإن الله قد يجمع لفاعله بين العقوبتين: عقوبة
    الدنيا، وعقوبة الآخرة؛
    عقوبة الدنيا ليشفي قلب المظلوم المعتدى عليه؛ ولا شك أن الإنسان إذا
    اعتدى عليك، ثم رأيت عقوبة الله فيه أنك تفرح بأن الله سبحانه وتعالى اقتص
    لك منه؛
    أما إذا كان في حق الله فإن الله تعالى لا يجمع عليه بين عقوبتين؛
    لقوله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
    ويعفو عن كثير} [الشورى: 30] .


    14 - ومن فوائد الآية: إثبات يوم
    القيامة؛ لقوله تعالى: { ولهم في الآخرة عذاب
    عظيم }.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://saidam.yoo7.com
    شجاع سيدم
    شجاع سيدم
    :::::المدير العام:::::
    :::::المدير العام:::::

    عدد المساهمات : 4089
    نقاط : 14331
    نقاط التقييم : 24
    تاريخ التسجيل : 04/09/2010
    العمر : 45
    الموقع : https://saidam.yoo7.com/

    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Empty
    مُساهمةموضوع: رد: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها   وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالجمعة يونيو 29, 2012 7:11 pm


    مُساهمةموضوع: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها الثلاثاء 22 يونيو 2010 - 11:54
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    تفسير قوله تعالى:
    {)وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ
    يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ
    لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ
    وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114)


    للشيخ محمد بن صالح
    العثيمين - رحمه الله -



    التفسير:ـ

    { 114 } قوله تعالى:
    { ومن أظلم }: { من }
    اسم استفهام؛ وهي مبتدأ؛ و{ أظلم } خبرها؛
    والاستفهام هنا بمعنى النفي؛ يعني لا أحد أظلم؛
    والميزان الذي يبيِّن أن الاستفهام بمعنى النفي أنك لو حذفت الاستفهام،
    وأقمت النفي مقامه لصح؛
    والفائدة من تحويل النفي إلى الاستفهام أنه أبلغ في النفي؛
    إذ إن الاستفهام الذي بمعنى النفي مشرب معنى التحدي؛
    كأنه يقول: بيِّنوا لي أيّ أحد أظلم من كذا وكذا.

    وقوله تعالى: { أظلم }
    اسم تفضيل من الظلم؛ وأصله في اللغة النقص؛ وهو أن يفرط الإنسان فيما
    يجب؛ أو يعتدي فيما يحرم؛ ويدل على هذا قوله تعالى: {كلتا
    الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئاً} [الكهف: 33] أي لم تنقص؛
    وهو في الشرع بهذا المعنى؛ لأن الظلم عبارة عن تفريط في واجب، أو انتهاك
    لمحرم وهذا نقص
    قوله تعالى: { ممن منع مساجد الله أن يذكر
    فيها اسمه }: «مِن» حرف جر؛ و{ مَن } اسم موصول؛ أي من الذي منع؛ وأضيفت المساجد
    إلى الله عز وجل؛ لأنها محل عبادته؛ فتكون الإضافة هنا من باب التشريف.

    وقوله تعالى: { مساجد الله }
    منصوب على أنه مفعول { منع }؛
    و{ أن يذكر فيها اسمه } بدل منه.

    قوله تعالى: { وسعى في
    خرابها } معطوف على { منع }؛
    يعني جمع وصفين: منع المساجد أن يذكر فيها اسمه؛ والسعي في خرابها؛
    والخراب هو الفساد،
    كما قال تعالى: {يخربون بيوتهم بأيديهم} [الحشر: 2]
    .
    قوله تعالى: { أولئك } اسم إشارة يعود
    إلى الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وسعوا في خرابها؛
    { ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } يحتمل ثلاثة
    معان:
    الأول: ما كان ينبغي لهؤلاء أن يدخلوها إلا خائفين
    فضلاً عن أن يمنعوا عباد الله؛
    لأنهم كافرون بالله عز وجل؛ فليس لهم حق أن يدخلوا المساجد إلا خائفين.

    الثاني: أن هذا خبر بمعنى النهي؛ يعني: لا تدعوهم
    يدخلوها - إذا ظهرتم عليهم - إلا خائفين.

    الثالث: أنها بشارة من الله عز وجل أن هؤلاء الذين
    منعوا المساجد - ومنهم المشركون الذين منعوا النبي صلى الله عليه وسلم
    المسجد الحرام - ستكون الدولة عليهم، ولا يدخلونها إلا وهم ترجف قلوبهم.

    قوله تعالى: { لهم في الدنيا خزي } أي
    ذل، وعار
    { ولهم في الآخرة عذاب عظيم } أي عقوبة عظيمة.


    الفـوائد:
    1- من فوائد الآية: أن المعاصي تختلف قبحاً؛ لقوله تعالى: { ومن أظلم }؛ و{ أظلم } اسم
    تفضيل؛ واسم التفضيل يقتضي مفضَّلاً، ومفضَّلاً عليه؛ وكما أن المعاصي
    تختلف، فكذلك الطاعات تختلف: بعضها أفضل من بعض؛ وإذا كانت الأعمال تختلف
    فالعامل نتيجة لها يختلف؛ فبعض الناس أقوى إيماناً من بعض؛ وبهذا نعرف أن
    القول الصحيح قول أهل السنة، والجماعة في أن الإيمان يزيد، وينقص،
    والناس يتفاوتون تفاوتاً عظيماً لا في الكسب القلبي، ولا في الكسب
    البدني: فإن الناس يتفاوتون في اليقين؛ ويتفاوتون في الأعمال الظاهرة من
    قول أو فعل.
    يتفاوتون في اليقين: فإن الإنسان نفسه
    تتفاوت أحواله بين حين وآخر؛ في بعض الأحيان يصفو ذهنه وقلبه حتى كأنما
    يشاهد الآخرة رأي عين؛ وفي بعض الأحيان تستولي عليه الغفلة، فيَقِلُّ
    يقينه؛ ولهذا قال الله تعالى لإبراهيم: {أو لم تؤمن
    قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} [البقرة: 260] ؛
    وتفاوت الناس في العلم، واليقين أمر معلوم: فلو أتى رجل، وقال: «قدم فلان»
    - والرجل ثقة عندي - صار عندي علم بقدومه؛ فإذا جاء آخر، وقال: «قدم
    فلان» ازداد علمي؛ فإذا جاء الثالث ازداد علمي أكثر؛ فإذا رأيتُه ازداد
    علمي؛ فالأمور العلمية تتفاوت في إدراك القلوب لها.

    أيضاً يتفاوت الناس في الأقوال: فالذي يسبِّح
    الله عشر مرات أزيد إيماناً ممن يسبِّحه خمس مرات؛ وهذه زيادة كمية
    الإيمان؛ كذلك يتفاوت الناس في الأعمال من حيث جنس العمل: فالمتعبد
    بالفريضة أزيد إيماناً من المتعبد بالنافلة؛ لقوله تعالى في الحديث
    القدسي: «ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت
    عليه»(1) ؛
    فبهذا يكون القول الصواب بلا ريب قول أهل السنة،
    والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص.


    2 - ومن فوائد الآية: جواز منع دخول
    المساجد لمصلحة؛
    لقوله تعالى: { أن يذكر فيها اسمه}؛
    ومنع مساجد الله له أسباب؛ فتارة تمنع المساجد من أن تمتهن فرشها، أو
    أرضها، أو كتبها، أو مصاحفها؛
    فتغلَّق الأبواب حماية لها؛ وتارة تغلق أبوابها خوفاً من الفتنة، كما لو
    اجتمع فيها قوم لإثارة الفتن، والتشويش على العامة؛ فتغلق منعاً لهؤلاء
    من الاجتماع؛ وتارة تغلق لترميمها، وإصلاحها؛ وتارة تغلق خوفاً من سرقة
    ما فيها؛ ففي كل هذه الصور إغلاقها مباح، أو مطلوب.


    3 - ومنها: تحريم منع المساجد من أن
    يذكر فيها اسم الله سواء كان ذكر الله: صلاة، أو قراءة للقرآن، أو
    تعليماً للعلم، أو غير ذلك.
    وأخذ بعض العلماء من هذه الآية: تحريم التحجر؛
    وهو أن يضع شيئاً في الصف، فيمنع غيره من الصلاة فيه،
    ويخرج من المسجد؛ قالوا: لأن هذا منع المكان الذي تحجره بالمسجد أن يذكر
    فيه اسم الله؛ لأن هذا المكان أحق الناس به أسبق الناس إليه؛ وهذا قد منع
    من هو أحق بالمكان منه أن يذكر فيه اسم الله؛ وهذا مأخذ قوي؛
    ولا شك أن التحجر حرام: أن الإنسان يضع شيئاً، ويذهب،
    ويبيع، ويشتري، ويذهب إلى بيته يستمتع بأولاده، وأهله؛
    وأما إذا كان الإنسان في نفس المسجد فلا حرج أن يضع ما يحجز به المكان
    بشرط ألا يتخطى الرقاب عند الوصول إليه، أو تصل إليه الصفوف؛ فيبقى في
    مكانه؛ لأنه حينئذ يكون قد شغل مكانين.


    4- ومن فوائد الآية: شرف المساجد؛
    لإضافتها إلى الله؛ لقوله تعالى: { مساجد الله }؛

    والمضاف إلى الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
    إما أن يكون أوصافاً؛ أو أعياناً؛ أو ما يتعلق بأعيان مخلوقة؛
    فإذا كان المضاف إلى الله وصفاً فهو من صفاته
    غير مخلوق، مثل كلام الله، وعلم الله؛
    وإذا كان المضاف إلى الله عيناً قائمة بنفسها
    فهو مخلوق وليس من صفاته، مثل مساجد الله، وناقة الله، وبيت الله؛ فهذه
    أعيان قائمة بنفسها إضافتها إلى الله من باب إضافة المخلوق لخالقه على وجه
    التشريف؛ ولا شيء من المخلوقات يضاف إلى الله عز وجل إلا لسبب خاص به؛
    ولولا هذا السبب ما خص بالإضافة؛
    وإذا كان المضاف إلى الله ما يتعلق بأعيان مخلوقة
    فهو أيضاً مخلوق؛ وهذا مثل قوله تعالى: {ونفخت فيه
    من روحي} [الحجر: 29] ؛ فإن الروح هنا مخلوقة؛ لأنها تتعلق بعين
    مخلوقة.
    5-ومن فوائد الآية: أن
    المصلَّيات التي تكون في البيوت، أو الدوائر الحكومية لا يثبت لها هذا
    الحكم؛
    لأنها مصلَّيات خاصة؛ فلا يثبت لها شيء من أحكام المساجد.


    6-
    ومنها: أنه لا يجوز أن يوضع في المساجد ما يكون سبباً
    للشرك؛ لأن { مساجد الله } معناها موضع
    السجود له؛
    فإذا وضع فيها ما يكون سبباً للشرك فقد خرجت عن موضوعها، مثل أن نقبر
    فيها الموتى؛ فهذا محرم؛ لأن هذا وسيلة إلى الشرك.


    7- ومنها: وجوب تطهير المساجد؛ وهذا
    مأخوذ من إضافتها إلى الله تلك الإضافة القاضية بتشريفها،
    وتعظيمها؛ ولهذا قال تعالى: { وطهر بيتي للطائفين
    والعاكفين والركَّع السجود }.


    8- ومنها: أن الناس فيها سواء؛
    لأن الله تعالى أضافها إلى نفسه: { مساجد الله }؛
    والناس عباد الله - بالنسبة إلى الله في المسجد سواء -؛ فكل من
    أتى إلى هذه المساجد لعبادة الله فإنه لا فرق بينه وبين الآخرين.[/size]

    وهنا نقول: إن للعالِم الحق أن يتخذ مكاناً
    يجعله لإلقاء الدرس، وتعليم الناس؛ لكنه إذا أقيمت الصلاة لا يمنع الناس -
    هو، وغيره سواء -.


    9- ومنها: أن ذكر الله لا بد أن يكون
    باسمه، فتقول: لا إله إلا الله؛ سبحان الله؛ سبحان ربك رب العزة
    عما يصفون؛
    سبحان ربي العظيم؛
    فالذكر باللسان لا يكون إلا باسم الله؛ أما ذكر القلب فيكون ذكراً
    لله، وذكراً لأسمائه؛
    فقد يتأمل الإنسان في قلبه أسماء الله، ويتدبر فيها، ويكون ذكراً للاسم؛
    وقد يتأمل في أفعال الله عز وجل، ومخلوقاته، وأحكامه الشرعية.


    أما ذكره بالضمير المفرد فبدعة، وليس
    بذكر، مثل طريقة الصوفية الذين يقولون: أفضل الذكر أن تقول: «هو»، «هو»؛
    «هو»، «هو»؛ قالوا: لأنك لا تشاهد إلا الله -والعياذ بالله؛
    فهم يرون أن أكمل حال الإنسان هو الفناء - أي
    يفنى عن مشاهدة ما سوى الله، بحيث إنه ما شاهد إلا الله؛
    ويقولون: ليس بلازم أن تقول: «لا إله إلا الله»: تثبت إلهين: واحد منفي،
    والثاني مثبت! بل قل: «هو»، «هو»، «هو»؛ فهذا لا شك من البدع؛ وليس ذكراً
    لله عز وجل؛ بل هو من المنكر.


    10 - ومن فوائد الآية: تحريم تخريب
    المساجد؛ لقوله تعالى: { وسعى في خرابها }؛
    ويشمل الخراب الحسي، والمعنوي؛ لأنه قد يتسلط بعض الناس - والعياذ بالله -
    على هدم المساجد حسًّا بالمعاول، والقنابل؛ وقد يخربها معنًى، بحيث ينشر
    فيها البدع والخرافات المنافية لوظيفة المساجد.


    11 - ومنها: البشارة للمؤمنين بأن
    العاقبة لهم، وأن هؤلاء الذين منعوهم لن يدخلوها إلا وهم خائفون؛
    وهذا على أحد الاحتمالات التي ذكرناها.
    12 - ومنها: أن
    عقوبة من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، الخزي والعار
    في الدنيا، والعذاب العظيم في الآخرة.


    13 - ومنها: أن الذنب إذا كان فيه
    تعدٍّ على العباد فإن الله قد يجمع لفاعله بين العقوبتين: عقوبة
    الدنيا، وعقوبة الآخرة؛
    عقوبة الدنيا ليشفي قلب المظلوم المعتدى عليه؛ ولا شك أن الإنسان إذا
    اعتدى عليك، ثم رأيت عقوبة الله فيه أنك تفرح بأن الله سبحانه وتعالى اقتص
    لك منه؛
    أما إذا كان في حق الله فإن الله تعالى لا يجمع عليه بين عقوبتين؛
    لقوله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
    ويعفو عن كثير} [الشورى: 30] .


    14 - ومن فوائد الآية: إثبات يوم
    القيامة؛ لقوله تعالى: { ولهم في الآخرة عذاب
    عظيم }.



    15 - ومنها: أن عذاب الآخرة أعظم من
    عذاب الدنيا، كما أن نعيم الآخرة أكمل من نعيم الدنيا؛
    ولكن الله سبحانه وتعالى يُري عباده نموذجاً من هذا، ومن هذا؛ لأنه لا
    يستقيم فهم الوعيد، ولا فهم الوعد،
    إلا بمشاهدة نموذج من ذلك؛ لو كان الله توعد بالنار، ونحن لا ندري ما هي
    النار، فلا نخاف إلا خوفاً إجمالياً عاماً؛
    وكذلك لو وعد بالنعيم والجنة، ولا نعرف نموذجاً من هذا النعيم، لم يكن
    الوعد به حافزاً للعمل.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://saidam.yoo7.com
    اسير الغربة
    اسير الغربة
    مشرف منتدى التنمية البشرية
    مشرف منتدى التنمية البشرية

    عدد المساهمات : 89
    نقاط : 4635
    نقاط التقييم : 16
    تاريخ التسجيل : 04/06/2012
    العمر : 44
    الموقع : قلب الرياض

    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Empty
    مُساهمةموضوع: رد: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها   وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالجمعة يونيو 29, 2012 9:58 pm

    شجاع سيدم


    جزيت خيرآ

    وجعلة في ميزان حسناتك

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    تمارا
    تمارا
    مشرفة المنتدى العام
    مشرفة المنتدى العام

    عدد المساهمات : 139
    نقاط : 4882
    نقاط التقييم : 11
    تاريخ التسجيل : 11/11/2011
    الموقع : المانيا

    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Empty
    مُساهمةموضوع: رد: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها   وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها Emptyالإثنين يوليو 02, 2012 11:52 am

    يسعد صباحك اخ شجاع سيدم
    .وربي يجزيك الخير على موضوعك..
    دمت بخير

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     

    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِها

    استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتديات آل سيدم :: الاقسام العامة :: المنتدى الاسلامي-