طارق عبد الرحمن عضو جديد
عدد المساهمات : 11 نقاط : 4767 نقاط التقييم : 10 تاريخ التسجيل : 09/12/2011 الموقع : المملكة العربية السعودية
| موضوع: لماذا لا ينشرح صدرى الخميس ديسمبر 15, 2011 4:00 am | |
| لماذا لاينشرح صدرى مع أنى أقراء القرآن وأصلى ؟
الكثير منا يصلي ويصوم ويقرأ كلام ربه وربما أكثر من الذكر ومع ذلك يشعر أن حاله لا يتغير كثيراً وهمه إن أبعد عنه شبراً عاد أخرى والتصق وأنه كما هو لا أثر لذلك كله... هل تعرفون السبب ؟؟ السبب بكل وضوح في القلب .....
ويعود كله إلى أننا تعبدنا الله بجوارحنا وعطلنا (عبادة القلوب) وهي الغاية وعليها المدار ,والأعمال القلبية لها منزلة وقدر وهي في الجملة أعظم من أعمال الجوارح إننا حين نصلي صعود وقيام تتحرك جوارحنا لكن .... قلوبنا لا تصلي فهي لاهية لا متدبرة ولا خاشعة فلا يكون لصلاتنا أثر ولا معنى ...... فلا هي تنهانا على المنكر ولا هي تجلو عن قلوبنا الهم وعلى المشاق تعين.
وكذلك في تلاوتنا للقرآن الكريم فكيف هي أوضاعنا .... ألسنا نفتح المصحف وتتحرك شفاهنا وتعلوا أصواتنا وقلوبنا تجول في الدنيا وتصول فهي لم تقرأ معنا ؟؟
وكذلك في صيامنا فلا استشعار واحتساب وكف للنفس عن اللغو والصخب وتدبر أمر الله واستشعار الخضوع له. المسألة كبيرة جداً فمن أراد السعادة والثمار الحقيقية من طاعة الله جل جلاله فليتعبد بالقلب مع الجوارح (فإن صلح صلح سائر الجسد) وقد نحسن الصلاة والصدقة والعمرة وغيره بجوارحنا لكن لا نحسن عبادة القلب ......
فمع أن عبادات الجوارح صلاحها في إتصال القلب وقيامه معها كذلك له عبادات مستقلة كالتوكل , و الحب , وحسن الظن , والصبر , والرضى عن الله , وتعظيمه جل جلاله وووغيره الله لا ينظر إلى أجسادنا ولكن ينظر إلى قلوبنا التي في الصدور فاسالوا أنفسكم كيف هي عبادة قلبي ؟؟ هل قلبي قائم حقا بعباداته ؟؟ هل أنا توكلت على الله حق توكل وصدقت في الإعتماد عليه وتفويض الأمر إليه , أم أني أثق في كفاية الخلق أكثر ؟ هل أنا أمتلىء حبا لله وخشية منه ورجاء له وحده ؟
كيف قلبي والصبر والرضى عن الله جل جلاله؟ نحتاج للمجاهدة فالقلب سريع التقلب ومن ظفرت بعبادات القلب سعدت بالحياة الحقيقية
قال ابن تيمية رحمه الله ....
فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه وكما جاء فى كتاب مفتاح دار السعادة....
ان القلب السليم الذي ينجو من عذاب الله هو القلب الذي قد سلم لربه وسلم لامره ولم تبق فيه منازعة ولا معارضة لخبره فهو سليم مما سوى الله. لا يريد الا الله ولا يفعل إلا ما أمره الله- انه القلب الذي قد سلم لعبودية ربه حياء وخوفا وطمعا ورجاء. ففنى بحبه عن حب ما سواه وبخوفه عن خوف ما سواه وبرجائه عن رجاء ما سواه وسلم لامره - وقد قال تعالى فى محكم آياته..
( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)) الشعراء.
وليس الأمر يقف عند هذا الحد بل يتعداه إلى كافة المشاعر الإنسانية مثل الرحمة والحب والإيثار فالقلب الصادق , تتجلى فى وجه حامله ملامحه المضيئة. وإذا كان المنافق يستطيع ان يسحرك بكلماته العذاب فان المطلع على القلب سبحانه وتعالى قد فضحه فى الدينا فى قوله تعالى
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)) البقرة.
ولاحظ المغزى وراء قوله تعالى (الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) وليس الآخرة وعلامات الإيمان كما قلنا تتضح فى الوجه عند وجود الشفافية اللازمة كما يتضح الانفعال بالغضب ولذلك قال تعالى
( تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ ) البقرة 273.
وقال أيضا ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)) القيامة.
|
|
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: لماذا لا ينشرح صدرى الخميس ديسمبر 15, 2011 4:31 am | |
| موضوع رائع وطرح جميل سلمت يداك غالي وننتظر جديدك لك مي كل التقدير |
|