حاجتنا الشخصية للتغيير


بقلم الأستاذ / عبد الله صالح الفايز

حاجتنا الشخصية للتغيير GetInline.aspx?messageid=d9e7e4e1-1dea-11e1-96cd-00215ad7d6c8&attindex=3&cp=-1&attdepth=3&imgsrc=cid%3aADB242D2E791482F86DE70BA1F9B5F4D%40AdnanPC&hm__login=asm1961&hm__domain=hotmail.com&ip=10.15.146


أن تكون في المقدمة في بعض أشواط السباق لا يعني فوزك في السباق، و لنيشفع لك ذلك التقدم في أن تصعد منصة الفائز في النهاية إن أنت تلكأت وتوقفت عن التقدم، لأن الجميع مازال يركض و سوف يتجاوزونك حتى آخر واحدفيهم.
و هكذا هي الحياة في تغير دائم و حركة دائمة، "يقلب الله الليل والنهار"،
"والشمس تجري لمستقر لها"، و من حولك يتغيرون، و يأتي على هذه
الأرض أجيال تلو أجيال .. هذه سنة الله في الحياة ونحن من مخلوقاته تجريعلينا هذه السنن، و تمضي علينا السنون، و إن لم نتقدم نحن إلى الأمام مضىالزمن و تركنا في الخلف، و كم من إنسان قال عنه أصحابه لقد كان مثلنا ولكنه تقدم و توقفنا نحن، و التغيير المقصود هنا هو الإنتقال من حال إلىحال أفضل. "إنكم في ممر من الليل والنهار، في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموتيأتي بغتة. فمن يزرع خير فيوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شراً فيوشك أن يحصدندامة،"ولكل زارع ما زرع". ابن مسعود رضي الله عنه.

أنت تملك الآن أهم عنصر مؤثر في التغيير، وهو الوقت الذي وهبك الله إياهعلى هذه الحياة، و لكنه يتآكل بسرعة مذهلة، فحري بالمرء أن لا يضيع أعظمما يملك حتى إذا فاته الركب تحسر و ندم أن لو استغل سنين ذهبت من عمره مابين لهو مباح أو أماني حالمة ليس لها على أرض الواقع نصيب. "اغتنم خمساً قبل خمس". و يكأن أنه غبن و خسارة أن يمر على المرء عقد من الزمان دون أنيتغير فيه شيء يذكر ، في مستوى علمه أو سلوكه و تعاملاته و تفكيره، وبداية الفشل أن لا يتصور الشخص أن ثمة إنجازات و أهدافا كبيرة سوف يحققهاخلال العقد القادم من عمره، إذ أن الانهزام النفسي و دنو الهمة لن يثمرإلا
واقعا ضعيفا و انهزاما أمام تحديات الحياة، "و الراضي بالدون دنيء" .."لو
كان يتصور للآدمي صعود السماوات لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض".
ابن الجوزي

أشعل فتيل همتك وطموحك وارسم أهدافا سامية طموحة تليق بشخصك الكريم ،حدد أهدافك التي تريد تحقيقها سواء على مستوى نفسك في سلوكك و عباداتك وتفكيرك و قلبك، أو على مستوى مجتمعك الذي حولك و مالذي يمكنك أن تساهم فيهلتزيده رفعة و علما و ترابطا و قربا من الله –عز و جل-، و لتكن أهدافكواقعية تتناسب مع إمكانياتك و ظروفك، ليست صعبة بعيدة المنال فتصاببالإحباط، و ليست تافهة صغيرة فتعطل قدراتك و إمكاناتك. و إن أقل نفع يمكنأن يقدمه الشخص لمجتمعه و أمته هو أن لا يكون شخصا فاشلا كلا على أمتهليضيف على قائمة الفاشلين في الأمة فاشلا جديدا.تذكر أن قوة الطموح تصنع الإرادة التي تثمر العمل، ارفع سقف طموحك، خططلحياتك، و طور ذاتك ،بادر و كن قائد مركب حياتك ، و أبحر به نحو شاطئالنجاح و الفلاح في الدنيا و الآخرة، و إن لم تفعل فقد يتيه مركبك وتتقاذفه الدروب التي يصنعها لك الآخرون.
كان للحسن بن الهيثم –رحمه الله-مائتي كتاب في شتى العلوم يفتتحها بهذا الجملة: "أنا ما دامت لي الحياةفإني باذل جهدي وعقلي و مستفرغ طاقتي في العلم لثلاثة أمور:
1- إفادة من يطلب العلم في حياتي وبعد مماتي.
2- ذخيرة لي في قبري ويوم حسابي.
3- رفعة لسلطان المسلمين"
.قبل الأخير ..
عندما حضرت الوفاة عبد الله بن إدريس –رحمه الله- اشتد عليهالكرب فلما اخذ يشهق بكت ابنته، فقال : يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآنفي هذا البيت أربعة آلاف ختمة، كلها لأجل مصرعي هذا.
أخيرا ..
ألا تتفق معي أنها خسارة عظيمة تلك التي مني بها ذلك الشخص الذيعاش سنة واحدة كررها أربعين أو خمسين مرة.