| ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) | |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الأربعاء أكتوبر 05, 2011 8:54 pm | |
| الصوت.. والصدى (في الذكرى العشرين للنكبة : عشرونَ عاماً لم أنمْ عينايَ جُثَّتانِ ينهشُ الظلامُ فيهما وينخرُ الألَمْ حنجرتي مقطوعةٌ، صرتُ بغيرِ فَمْ صرخْتُ ماتَ الصوتُ في الأعماقْ الرِّيْحُ حولي ترسمُ الإخفاقْ تأكلُ ما تبقَّى منْ حروفِ الأملِ القديمِ والأشواقْ.
* * * الصدى: و(سالومي) تغنى في ملاهي القدسِ تنشرُ لحمَها في المسجدِ الأقصى وتطلبُ كلَّ رأسٍ راكعٍ فيهِ لترفعَ عالياً منْ حائطِ المبكى.
* * * الصوت: على سريري كلَّ ليلةٍ يضطجعُ الأغرابْ في جسدي يرقدُ ليلُ الحقدِ تنهشُ الذِّئابْ وتختفي الخناجرْ وتنطفي كلَّ مساءٍ لَذَّةُ الشيطانِ.. والسَّجائرْ بغدادُ في صمتٍ ومثلُها الجزائرْ انتحرَتْ في مكَّةَ المنائرْ واللَّيلُ يمضي مثقلاً والنجمُ فوقَ شاطئِ العبورِ ساخرْ.
الصدى: (يهوذا) في القصورِ ينامُ فوقَ مكبِّراتِ الصوتْ ينادي يا لَهَولِ العارْ وحينَ تضجُّ معركةٌ ينامُ مُسَلِّماً إخوانَهُ للموتْ.
الصوت: عشرونَ عاماً وأنا مصلوبةٌ على طريقِ اللَّيلِ والنهارْ أهلي بلا مأوى، وأبنائي بلا ديارْ الرِّيْحُ والصقيعُ دارْ وخيمةٌ منَ الدموعِ والأشعارْ كم حفروا إلى سِجْني طريقَهم.. كم حفروا جدارْ تسلَّخَتْ أقدامُهم فوقَ الصخورِ.. ذابتِ الأظفارْ وهمْ على الطريقِ في إصرارْ متى أضمُّهم إلى صدري؟ متى أطفي بهم سعيرَ النارْ؟
الصدى: تقولُ (سَدُومُ) إنَّ ربيعَها قد عادْ وإنَّ مقابرَ الأجدادْ سترجعُ مَرَّةً أخرى لِتُفْرِغَ حقدَها في سَوْأةِ الأحفادْ.
عدل سابقا من قبل شجاع سيدم في الأربعاء أكتوبر 05, 2011 9:02 pm عدل 2 مرات |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الأربعاء أكتوبر 05, 2011 9:00 pm | |
| مـأرب يتكلَّـم
(أهرامُ) مِصْرَ بعدَ رحلةِ الصمتِ الحزينْ
ثارتْ
تكلَّمَتْ على شواطئِ السِّنينْ
حتى (أبو الهولِ) الصموتْ
آثرَ أنْ يمزِّقَ الستارْ
تدحرجَتْ منْ فَمِهِ الأحجارْ
ألقى بصمتِهِ للرِّملِ، والرِّياحْ
أطلقَ للحنجرةِ السَّجينةِ الجناحْ.
وحولَهُ تكلَّمَتْ أحجارُ بَعْلَبَكْ
وصوتُ (أوراسَ) العظيمْ
يهزُّ جدرانَ النجومْ
يدقُّ أبوابَ الفَلَكْ،
و(تَدْمُرُ([1])) الصّامتةُ الرِّمالِ
والأحجارْ
تذبحُ صمتَها، تطعِمُهُ للنارْ
تنشبُ في جدرانِهِ الأظفارْ،
و(نَيْنَوَى([2]))
وكلُّ صامتٍ، تكلَّما
لم يبقَ غيري صامتاً
على طريقِ العصرِ واجما
جذورُ صمتيَ اللَّعينْ
أنبتَتِ السُّجُونَ والجماجما
وها أنا بموجةِ النيرانِ والدِّماءْ
غسلْتُ وجهيَ الحزينْ
مَزَّقْتُ وجهَ الصمتِ والعَدَمْ
أطلقتُها منْ قبضةِ الألَمْ
أرسلتُها حزينةَ النَّغَمْ.
* * *
هل تسمعينَ هذه الصخورْ
صوتَ الذي يثورْ
صوتَ الذي يغادرُ القبورْ
صوتَ الذي يعبرُ جسرَ الصمتِ والوجومْ
يجرِّبُ التَّحليقَ والكلامْ
يزرعُ في الخرائبِ الشّاحبةِ الرُّسومْ..
بعضَ زهورِ الحبِّ والسلامْ.
([1]) تدمر: مدينة أثرية في الشمال الشرقي من دمشق.
([2]) نينوى: مدينة أثرية في العراق عاصمة بلاد آشور القديمة. |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الأربعاء أكتوبر 05, 2011 9:04 pm | |
| إلى السّلاح.. إلى أبطال المقاومة والصمود في حصار (السبعين)
إلى السلاحْ
إلى السلاحْ
دَوَّى النَّفيرُ
انْتَشَرَتْ على جوانبِ الشمسِ الجراحْ
يكادُ يلفظُ الأنفاسَ
يختفي تحتَ العباءةِ الصَّباحْ
فقاتلوا.. (أيلولُكم) مجنونةٌ منْ حولِهِ الرِّياحْ
المجدُ للأحرارِ للمقاتلينَ،
الموتُ لـ(الوِشاحْ)
الموتُ لـ(الوِشاحْ).
* * *
(جنكيزُ خانَ) والمغولُ قادمونْ
الأهلُ والدِّيارُ والبنونْ
غداً سيعدمونْ
إنْ لم نعدَّ السُّوْرَ والخنادقْ
ونشرعِ البنادقْ
سترتدي المدينةُ السَّوادْ
ستغرقُ النِّساءُ في الحِدادْ
سيرجعُ الفسادْ..
اللَّيلُ والإرهابُ والسُّجُونْ
سيرجعونْ
إنْ لم نقفْ على الأبوابِ في الجبالِ في المداخلْ
نقطعُ رأسَ كلِّ حيّةٍ على حدودِنا
نحفظُ للبلادِ فَجْرَها.. نقاتلْ
نكتبُ بالدِّماءِ.. بالجراحْ
وثيقةَ الصباحْ
إلى السلاحْ
إلى السلاحْ.
* * *
يا أيها الرِّجالُ..
يا ضميرَ شعبِنا العظيمْ
يا حاملي رؤوسِكم على الأكُفِّ في تصميمْ
يا منْ تقاتلونَ في الجحيمْ،
أنتمْ نهارُ الشمسِ في العيونْ
ولنْ تهونَ أمّةٌ، أنتمْ بنوها.. لنْ تهونْ
تاريخُنا أمانةٌ على أعناقِكم والغَدْ
أطفالُنا.. أكفُّ أمَّهاتِنا إلى سمائِكم تَمْتَدْ
لا تجعلوها - يا شموسَنا - خائبةً تَرْتَدْ
رُدُّوا جحافلَ الأعداءْ
لا تغمضوا أعينَكم
شدُّوا على جموعِهم شَدّا
فأنتمُ اليومُ الذي يصولُ
أنتم الغدُ الذي يثورُ لنْ يَهْدا
وأنتمُ السّلامُ والكفاحْ،
إلى السلاحْ
إلى السلاحْ. يناير 1967م |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الأربعاء أكتوبر 05, 2011 9:05 pm | |
| إلى اللقاء
إلى اللقاء.
حينَ افترقْنا واختفَتْ عيناكِ في نهايةِ الطريقْ
أجهشَ في عيني وأظلمَ المكانْ
وامتدَّ..
لم أجدْ لعيني شاطئاً ولا ميناءْ
أحسسْتُ أنني الغريقْ
أنَّ طيورَ حُبِّنا الجميلةَ البيضاءْ
ترحلُ خارجَ الزَّمانْ
تلهثُ في الحريقْ
تغرقُ في الدموعِ، تستحمُّ في الأحزانْ.
* * *
وقفْتُ تائهَ المسارْ
واريتُ حبي مثخناً
أطعمتُهُ طحالبَ البحارْ
أسقيتُهُ عصيرَ الصمتِ..
لم يزلْ إليكِ ظامئاً
يفتِّشُ الأمواجَ والقواقعْ
تمرُّ حولَهُ الأيامُ.. تختفي
وَهْوَ هناكَ في المكانِ راكعْ
أنلتقي؟
ما أوجعَ السُّؤالْ
يعصرُني...
يحفرُ في الأعماقِ والعيونْ
دوائرَ الظنونْ
ويورِقُ الأشجانَ والظلالْ.
* * *
(إلى اللقاءْ..)
(إلى اللقاءْ..)
تنقذُني تشدُّني منَ الضياعْ
تزرعُ في طريقِ يأسِنا وَمْضاً منَ الشُّعاعْ
ما أوجع الوداعْ
لو لم تكنْ (إلى اللقاءْ)
المرفأُ القريبُ للمسافرينَ
الأملُ الأخضرُ والشِّراعْ
ما أوجع الوداعْ..
إلى اللقاءْ..
إلى اللقاءْ..
إلى اللقاءْ.
باريس 17 يوليو 1966م |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الأربعاء أكتوبر 05, 2011 9:06 pm | |
| على أبواب شهيد.. في وداع الصديق الشهيد عبد الله محمد اللقيَّة
أتسمحُ لي أنْ أمرَّ ببابِكْ؟
أتقبلُني لحظةً في رحابِكْ؟
لألثمَ حيثُ هوى السيفُ، أقبسُ بعضَ الشُّعاعْ
لأقرأَ بينَ يديكَ اعتذاري
لأحرقَ في الكلماتِ الحزينةِ عاري
لأشعرَ - لو لحظهً - أنني آدميٌّ
وأني بظلِّكَ صرتُ الشُّجاعْ..
فإني جبانٌ تخلَّيْتُ عنكَ غداةََ الوداعْ
تركتُكَ للموتِ،
للقاتلينَ.. الجياعْ.
* * *
أتسمحُ لي أنْ أعفِّرَ وجهي
أمرِّغَ شعري بباقي الدِّماءْ
أمزِّقَ وِزْري
لأعرفَ بابَ السَّماءْ
وعذري إليكَ..
إلى شمسِ عينيكَ
أني جبانْ
ولكنّني رغمَ جُبْني
بكيتُكَ ملءَ عيونِ الزَّمانْ
نقشْتُ اسْمَكَ البِكْرَ عَبْرَ المدى
والمكانْ
ولم أقرعِ الرأسَ - رأسَكَ - مستنكراً
مثلَ أصحابِنا الآخرينْ!
* * *
ومهما فعلْتُ فإني أنوءُ بعاري
أجرِّرُ في اللَّيلِ ظِلّي
وأكرهُ وجهَ نهاري،
إلى أنْ أجسِّدَ في الواقعِ الجَهْمِ
في ساعةِ الصِّفْرِ ثاري
وأغسلَ في نارِ (تَمُّوزَ) ذُلّي.
* * *
قتلناكَ حينَ هتفْنا:
الشَّريفُ البطلْ
يموتُ احتراقاً لتحيا البلادْ
ولَمّا احترقْتَ اختفَيْنا كأنّا رمادْ
كأنّا بقيّةُ نجمٍ أفلْ
وجفَّتْ بأفواهِنا كلماتُ الجهادِ
وكنتَ البطلْ
وكنتَ الأملْ
تقدَّمْتَ نازلْتَ آخرَ وحشٍ قديمْ
تعاركْتُما
ثمَّ ألقيتَهُ مثخناً بالجراحْ
وأسلمتَهُ للجحيمْ
ولكنّهُ قبلَ أنْ يختفي
مَدَّ أظفارَهُ.. شَجَّ وجهَ الصباحْ
فأغمضْتَ عينيكَ
وَدَّعْتَ..
لكنّنا لم نكنْ في الوداعْ
فأجهشتَ: أَوّاهُ..
يا لَلْوفاءِ المضاعْ.
مايو 1961م |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الخميس أكتوبر 06, 2011 1:28 am | |
| أغنيات صغيرة للحزن
اللقاء الثاني:
والتقينا
لم يعدْ في العينِ شيءٌ منْ بريقْ
جفَّ نهرُ الحبِّ
أغفى في صقيعِ اللَّيلِ محمومَ الحريقْ
نغمُ الأمسِ الذي هدهدَنا
سكنَتْ أوتارُهُ.. الصوتُ عتيقْ.
قد مللْنا
ولكم سِرْنا
فما مَلَّتِ العينُ ولا طالَ الطريقْ
غرقَتْ في الضِّفْةِ الأخرى حكايانا
فماضينا غريقْ.
لم تعدْ أهدافُنا واحدةً
ورفيقُ العمرِ ما عادَ الرَّفيقْ
حَطِّمِ الكأسَ
لكم قد صدئَتْ شفتاها..
فقدَ اللَّونُ الرَّحيقْ.
الشَّعْرَة البيضاء:
يكبرُ الحزنُ ونكبرْ
كلَّ عامٍ نتشظَّى نتكسَّرْ
جرحُنا النَّغّارُ ينمو يتخثَّرْ
أمسُنا ماتَ، غداً لنْ يتأخَّرْ
أيُّ شيءٍ حولَنا لا يمطرُ الموتَ،
وفي أعماقِنا لا يتبخَّرْ
طفلُنا جفَّ، تحجَّرْ
أنكرَتْ لثغتَهُ الشمسُ،
ووجهُ الأرضِ أنكرْ
وفتانا.. احْتَرَقَتْ أقدامُ عينيهِ تعثَّرْ
كانَ أصغرْ
كانتِ الصخرةُ أكبرْ
أيُّ شيءٍ سوفَ يبقى - بعدُ - أخضرْ؟
فلماذا تزرعُ الحزنَ خطانا؟
تتكسَّرْ..
تتفجَّرْ.
ظلُّ حزيران:
ويمتدُّ - ما زالَ - بئراً عميقاً منَ اللَّيلِ
فوقَ العيونْ
ونَصْلاً قبيحاً على القلبِ،
يرقصُ فوقَ الجفونْ
ويحفرُ في كلِّ وجهٍ شتيمةْ
ويرسمُ بومَةْ
وينقشُ في كلِّ مَمْشَىً
على كلِّ عينٍ (هزيمةْ)
(هزيمةْ)
وأشباحُهُ العُورُ تعبثُ..
تلعبْ
على كلِّ مكتبْ
تثورُ وتغضبْ
إلى أينَ نمضي؟
إلى أينَ منْ ظلِّها العاقرِ الجدبِ نذهبْ؟
الغربة:
حزني غريبُ الوجهِ واللِّسانْ
ليسَ له عينانْ
لا قلبَ، لا يدانْ
يمرُّ منْ عيني وفي دمي
يمشي على رأسي
كما يمشي على جرحِ الدُّجَى ثعبانْ
فأينَ أمضي؟
أينَ أختفي منْ موكبِ الغربانْ
منْ عفنِ الأحزانْ
في غربتي هتفْتُ بالمجانْ
بكيتُ بالمجانْ
ضحكتْ بالمجانْ
وقفْتُ تحتَ كلِّ اللاّفتاتِِ والألوانْ
أكلْتُ نفسي
بعتُ أطفالي،
مسحْتُ كلَّ نعلٍ مَرَّ بالميدانْ
غسلْتُ بالدمعِ الغزيرِ قِطَّةَ السُّلْطانْ
جَبُنْتُ
لم أقلْ حينَ مشتْ حولي مواكبُ الشيطانْ
(اللهُ...)
لم أذكرْ ولا تعويذةً واحدةً منَ القرآنْ،
لستُ أنا الذي يقالُ لي: (جبانْ)
الجبنُ في الغربةِ
لا الإنسانْ. |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الخميس أكتوبر 06, 2011 1:29 am | |
| إلى فـأر..
احتفـــاء بالفـــأر الذي سقط أخــيـراً، في المصيـــــدة
الشعبية بعد أن تمادى في قرض الأموال العامة والبشر
ذهبتَ مثلَما أتيتَ ملعونَ المساءِ والنهارْ
أيامُكَ الطِّوالُ عارْ
وعهدُكَ القصيرُ عارْ
أكبرُ منكَ نملةٌ
أشهرُ منكَ ريشةٌ على جدارْ
يا أمسَنا الذَّبيحْ
يا فأرَنا القبيحْ
يا قاتلَ الأطفالِ
يا مهدِّمَ الحياةِ والدِّيارْ.
* * *
ظننتَ أنكَ الإلهُ..
أننا العبيدْ
تفعل ما تريدْ
تعبثُ في مصائرِ العبادْ
فخانَكَ الظَّنُّ وخانَكَ الرَّشادْ
تناثرَتْ خطاكْ
أصبحْتَ كومةً منَ الرَّمادْ
تنامُ في انفرادْ
تصحو على انفرادْ
تسألُكَ الرِّياحُ،
يسألُ الجمادْ
ماذا صنعْتَ قلْ..
ماذا صنعْتَ للبلادْ؟
ماذا تركْتَ منْ ذكرى على ضميرِها
ومنْ أمجادْ؟
لا شيءَ يا صغيرْ
لا شيءَ غيرُ لعبةِ المزادْ
رفاقُكَ القَرّادُ والقوّادْ
وعاصفُ الفسادْ
ماذا تركْتَ للذينَ يقرأونْ؟
ماذا سيكتُبُ الأطفالُ عنكَ حينَ يكبرونْ؟
سيكتبونَ.. مرَّ منْ هنا منتفخاً
فأرٌ صغيرٌ
يرتدي ثوبَ مغامرٍ جلاّدْ. |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الخميس أكتوبر 06, 2011 1:30 am | |
| بطاقة إليها
أنا منْ بلادِ (القاتِ) مأساتي تضجُّ بها الحقَبْ
أنا منْ هناكَ قصيدةٌ تبكي وحرفٌ مغْتَرِبْ
غادرتُ سجنَ الأمسِ ملتحفاًً براكينَ الغضبْ
أثرُ القيودِ على يدي، ساقي تنوءُ منَ التعبْ
لا (عطرَ) لا (بترولَ) أحملُهُ وليسَ معي ذهبْ
ما زلتُ أغسلُ في مياهِ البحرِ، أشربُ في القِرَبْ
قدمايَ حافيتانِ، عاري الرّأسِ، موصولُ السَّغَبْ
وسفينةُ الصَّحْراءِ طائرتي، وَقَصْري منْ خَشَبْ
إنْ دندنَ (الموّالُ) في الأغوارِ يقتلْني الطربْ
ويشدَّني نايُ الحقولِ أذوبُ إنْ ناحَ القَصَبْ
لكنّني في الحبِّ موصولُ العراقةِ، والنَّسَبْ
(مجنونُ ليلى) في دمي و(جميلُ) مجنونُ اللَّهَبْ
أنا والهوى جئنا، شببْتُ بظِلِّهِ حلماً، وَشَبْ
هل تقبليني بعدُ؟ هل ترضينَ بي، شمسَ العربْ؟
أنا فيكِ مجنونٌ تحيَّرَ سَيْرُ عمري واضطربْ
لَمّا تلاقى المعجبونَ أمامَ موكبِكِ العجبْ
قالوا: وماتَ اللَّفظُ مشنوقاً على شفتي الْتَهَبْ:
هزَّتْكَ ثرثرةُ الشِّفاهِ. وخابَ صمتي وانتحبْ
وذهبْتِ تقتاتينَ، تغتسلينَ في موجِ الصَّخَبْ
والصمتُ لو تدرينَ.. أبلغُ منْ ملايينِ الخطبْ.
القاهرة ديسمبر 1963م |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الخميس أكتوبر 06, 2011 1:31 am | |
| في انتظار (جودو)
إلى تهامة عام 1969م
منَ السماءِ.. ربما
منْ زَبَدِ الأمواجِ
منْ رياحِ الأرضِ إنْ ضَنَّتْ بِهِ السَّماءْ
لا بدَّ أنْ يأتيَ
ذلكَ الشيءُ الذي تعدَّدَتْ
تكاثرَتْ منْ حولِهِ الأسماءْ
فلترفعوا القلاعَ في طريقِهِ
شيدوا جدارَ الدَّمِ والدموعْ
لتطفئوا الشموعْ
لتطلقوا على الذينَ يهتفونَ في انتظارِهِ
كلابَ الجوعْ
لكنّها تنهُّداتُ الأمِّ..
آهةُ السجينْ
أشواقُنا إليهِ والحنينْ
تضيءُ كالنهارْ
طريقَهُ الجبّارْ..
أقدامُنا ثابتةٌ على الطريقْ
أعينُنا مشدودةٌ إلى الحريقْ
ولنْ نملَّ مهما طالَ
مهما لَجَّ الانتظارْ.
(جودو)..
سجينُنا يحفرُ ثغرةً في البابْ
لكي يراكَ قادماً منْ خَلَلِ الضَّبابْ
حينَ تعيدُ للأمِّ،
وللمدينةِ الشبابْ.
والأمُّ والمدينةْ
منْ خلفِ كلِّ دمعةٍ داميةٍ حزينةْ
ترقبُ (جودو)
تستعدُّ للخلاصْ
تجبلُ منْ أحزانِها الحرابَ
والرَّصاصْ
فمرحباً بالجوعِ والدُّموعْ
(تهامةُ) الأحزانِ بعدَ أنْ يأتيَ
لنْ تجوعْ
لنْ يعرفَ الأطفالُ
والرِّجالُ جوعاً
أيَّ جوعْ. |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الخميس أكتوبر 06, 2011 1:32 am | |
| الشمس تسقط في المغرب
إلى الصديق الزميل
المحمدي بن فرج في محنته الأليمة
جوقة:
خيولُ (طارقٍ) نافرةُ الخطى
و(طارقٌ) على رمالِ الأطلسي ذبيحْ
(موسى) يضجُّ في القيودِ
(عقبةُ بنُ نافعٍ) جريحْ
والشمسُ مُذْ هَوَتْ منَ الإعياءْ
على مقابرِ الأحبابْ
مفجوعةٌ فاقدةُ الضِّياءْ
واللَّيلُ يأكلُ النوافذَ الحزينةَ
الكُوَى
وينهشُ الأبوابْ.
صوت:
تهشَّمَ الألَقْ
تكسَّرَتْ حوائطُ النهارِ..
والشفقْ
مَدَّ ظلالَهُ الدَّميمةَ الغسقْ
سارتْ على شوارعِ المدينةِ البكماءْ
كتائبُ الظلامِ.. والفِرَقْ
أعلنَ حُكْمَهُ الطُّوفانُ، سالتِ الدِّماءْ
سلَّ حسامَهُ منْ غِمْدِهِ الغرقْ
وماتَ كلُّ شيءٍ في عيونِنا
احترقْ.
جوقة:
عصفورةٌ مذعورةٌ فَرَّتْ
تحدَّتِ الأسوارْ
تحملُ في المنقارْ..
حكايةَ الشمسِ التي هَوَتْ
تكسَّرَتْ على الجدارْ،
تنوحُ في انكسارْ:
(رأيتُهم هناكَ يذبحونَ الفَجْرَ
يشنقونَ كلَّ نجمةٍ على الفضاءْ
يحاكمونَ كلَّ خيطٍ،
كلَّ لمعةٍ منَ الضياءْ..
فابتلعَ المحيطُ اللَّمَعانَ
ابتلعَتْ أمواجُهُ البريقْ
وصارَ كلُّ شيءٍ ميِّتاً
وصامتاً
في المغربِ الغريقْ).
صوت:
تساءلَتْ في الأفْقِ نجمتانْ
غريبتانْ:
- أتنظرينَ يا أختاهُ نَهْرَ الدَّمْ..
يسيرُ نحوَ اليَمْ؟
- لا أحدٌ في أفْقِنا يثورُ
أو يهتمْ
كأنَّ شيئاً يمنعُ الأفواهْ،
- يقيِّدُ الأقلامَ يا أختاهْ
تمرُّ حولَهُ العيونُ مَرَّةً، ومَرَّةً فلا تراهْ.
جوقة:
اللَّيلُ مَرَّ والعيونُ في الدُّجَى تنتظرُ الشُّروقْ
متى يعودْ؟
ولنْ يعودْ..
فالشمسُ جِيْدُها على رمالِ الأطلسي
مشنوقْ
مكسورةُ العمودْ
ترقبُ في تَمَرُّدٍ حزينْ
سيفَ (أميرِ المؤمنينْ)
وترقبُ الجنودْ
في كلِّ كفٍّ أسودٍ سِكِّينْ
وكلِّ قلبٍ أبيضٍ طعينْ.
وطفلةٌ تصرخُ (وا محمَّداهْ)
وامرأةٌ عجوزٌ تسألُ الإلهْ،
أنْ يحفظَ ابْنَها السَّجينْ
المغربَ السَّجينْ.
صوت:
بكتْ سهولُ (فاسْ)
وأجهشَ (الأوراسْ)
والجامعُ الكبيرُ في دمشقَ غاضبٌ
حزينْ
و(الأمويُّ) تحتَ النَّقْعِ محني الرّاسْ
يبحثُ في صَحارى الميِّتينْ
عنْ (عُقْبَةٍ) جديدْ
عنْ مَدَدٍ
وثائرينْ
أطرقَ فوقَ صهوةِ الجوادْ
قلَّبَ عينيهِ الحزينتينِ حولَ الناسِ
والجمادْ
كانَ الفراغُ قاتلاً
لا شيءَ غيرُ الصمتِ
والسَّوادْ.
19 يوليو 1971 |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الخميس أكتوبر 06, 2011 1:33 am | |
| إلى أبي نواس
يا أبا النّوّاسِ ماتَ الشِّعْرُ
والكأسُ انكسرْ
لم يعدْ في العصرِ للظمآنِ ماءْ
لم يعدْ في ليلِنا الوَحْشِ سَمَرْ
والهوى.. ما عادَ شيءٌ في الهوى
يُلهمُ الشعرَ قلوبَ الشعراءْ..
أجدبَ الغيمُ على آفاقِنا
جفَّ المطرْ.
في فِيَتْنامَ جُثَثْ
في بلادي جثثٌ تمشي على هامِ جُثَثْ
في عيونِ الناسِ في الشرقِ،
وفي الغربِ جثثْ
حدثٌ يأكلُ أنباءَ حَدَثْ
سقطَ الحرفُ غريقاً في الدِّماءْ
أصبحَ الشعرُ بكاءْ.
لم يعدْ ليلُ المغنِّينَ هُياما
ونَدامى
إنْ شربْنا فدموعاً مالحاتٍ في الجماجمْ
أو رقصْنا فعلى أشلاءِ مقتولٍ..
على آهاتِ واجمْ
تورقُ الأحزانَ في النارِ
فتخضرُّ الشُّجونْ
كم على الحائطِ..
في البارِ
تلاقى مَيِّتُونْ
وظنونٌ أمسكَتْ رأسَ ظنونْ
حانُنا بيتُ الجنونْ
يا أبا النَّوّاسِ غلمانُ المدينةْ
كلُّ غلمانِ المدينةْ
رحلوا عنها إلى شمسِ المواقعْ
ثمَّ ماتوا قبلَ أنْ تهمسَ بالسِّرِّ المدافعْ
فبكيناهم
ولكنْ في سَكينةْ
والعذارى فقدَتْ في زمنِ الجوعِ البَكارةْ،
فَقَدَ الفَجْرُ الطَّهارةْ
غرقَتْ حتى (جَنانْ([1]))
خلفَ أوكارِ الدَّعارةْ،
فانطوى الشِّعْرُ وهانْ
غربَتْ شمسُ العبارةْ.
والذي يحكمُ بغدادَ،
ويحتلُّ مقاصيرَ الرَّشيدْ
رأسُهُ لا تهضمُ الشِّعْرَ
وأذناهُ جليدْ
كلَّما أورقَتِ الأشعارَ
سالتْ منْ مزاريبِ القصيدْ
ثارَ مجنوناً..
وألقى تحتْ أقدامِ العبيدْ
برؤوسِ الشعراءْ..
سقط الحرفُ غريقاً في الدِّماءْ
أصبحَ الشِّعْرُ بكاءْ.
([1]) جَنان: حبيبة أبي نواس المفضّلة. |
|
| |
شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14382 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: رد: ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) الخميس أكتوبر 06, 2011 1:34 am | |
| في انتظار عودة الشهيد
إلى زوجات وأمّهات الشهداء
لا تنتظرنَ..
قد يطولُ اللَّيلُ قبلَ أنْ يعودَ
منْ رحلتِهِ النّائيةِ الشَّهيدْ
جفَّ الغناءُ في الذُّرا
وضاعَ عندَ السَّفْحِ رَجْعُ البُوقِ
والنَّشيدْ
فامسحْنَ دمعةً
تحدَّرَتْ على تمائمِ الأطفالْ
وابصقْنَ في وجوهِ
في عمائمِ الرِّجالْ
الواقفينَ في انتظارِ
عودةِ الشَّهيدْ
ليغسلَ الدِّيارَ منْ أحزانِها
لكي يموتَ منْ جديدْ.
* * *
لا تنتظرنَ
سوفَ تمتلي الطريقُ بالأشباحْ
سيأكلُ الظلامُ الزرعَ،
يمضغُ الأرواحْ
سيختفي تمساحْ
ويستوي على ظهورِنا تمساحْ
حتى يعودَ منْ رحلتِهِ الشهيدُ
قادماً معَ الصَّباحْ
(بلقيسُ) في سحابةِ الحزنِ
تمرُّ بالسُّفوحِ بالجبالْ
بحثاً عنِ الأبطالْ،
أشلاؤُهم لَمّا تزلْ مهجورةً
يغفو عليها ينحني الرَّمادْ،
وحين يلقي رأسَهُ الشهيدْ
حينَ تعودُ كَفُّهُ إلى الزِّنادْ
ستصرخُ الجبالُ: عادْ
وتصرخُ السُّهولُ: عادْ.
لا تنتظرنَ..
ربما منَ الظلامْ
وربما حينَ يعربدُ النهارُ في الظهيرةْ
سيمتطي جوادَهُ محلِّقاً
ويعلنُ البدايةَ..
المسيرَةْ
سيصعقُ الطُّغاةُ يومَها
ويسقطونَ في الخنادقِ الأخيرَةْ
ويومَها تمسحَ عينيها
وتصحو منْ سُباتِها العقيمِ
شمسُنا الأسيرَةْ.
لا تنتظرنَ..
كم تهزُّ الصخرَ والجدارْ
على الطريقِ نظرةُ انكسارْ
وتسحقُ الرُّؤوسَ همسةُ استفسارْ
ودمعـةُ انتظـارْ. |
|
| |
| ديوان الدكتور عبد العزيز المقالح ( مارب يتكلم ) | |
|