من جماليات التصوير باستخدام الكاميرات الرقمية هو مشاهدة الصورة الملتقطة مباشرة على الشاشة الخلفية وتحديد اذا ما كانت جيدة أم لا، في السابق كان امر أكثر صعوبة، حيث كان على المصور أن ينتظر الى حين الانتهاء من تحميض الفيلم لكي يحكم على جودة الصور الملتقطة.
هنا أحاول أن ألخص لكم عددا من الأخطاء التي باتت شائعة كثيرا ...ربما بسبب وجود هذه التقنيات!
1..التوسيط
تقريبا 99% من المصورين المبتدئين يرتكبون هذا الخطأ، وذلك عبر جعل الكادر أو الهدف المراد تصويره في منتصف الصورة تماما!
أنا شخصيا كنت ضمن الـ 99% قبل أن أتعلم أن توسيط الكادر من الأخطاء الشائعة التي تفقد الصورة كثيرا من جماليتها
هناك مجموعة من القواعد المعروفة لتكوين الصورة من أهمها قاعدة التثليث والتي تقضي بتقسيم الصورة إلى ثلاثة أثلاث يتم وضع الكادر في ثلث من تلك الأثلاث
فرضا أنك تود التقاط صورة لمنظر طبيعي على الشاطئ، هذا المنظر يشمل رمال الشاطئ والبحر والسماء، في هذه الحالة حاول أن تقسم المنظر إلى ثلاثة أثلاث، الرمال في الثلث السفلي والبحر في الثلي الذي يليه وأخيرا السماء في الثلث العلوي والأخير، كما يجب عليك ان تنتبه إلى عدم توسيط خط الأفق في الصورة.
التوسيط في مجمله يعتبر خطأ شائعا ولكن هذا لا يمنع من كسر هذه القاعدة في بعض الأحيان كما هو الحال في التصوير المعماري للحصول على أبعاد متماثلة أو عند الاقتراب أكثر في تصوير الماكرو.. وحده المصور هو من يحدد متى ولماذا يكسر هذه القاعدة
الفلاش ..ليل2.
هل حصل و أن شاهدت أحد السياح وهو يلتقط صورة لصديقته بجانب معلم سياحي في ظروف الاضاءة فيها قليلة؟
أول ملاحظة قد تنتبه إليها هي الاستخدام المتواصل للفلاش،ولكن استخدام الفلاش في مثل هذه الحالات خاطئ ويعطي نتائج كارثية!
أول نتيجة لاستخدام الفلاش هي النقاط الحمراء على العينين أو ما يسمى بـ (Red eyes) والتي تجعل الشخص أشبه بمصاص الدماء أو الدراكولا، أيضا الفلاش يسبب تمركز إضاءة ساطعة على أجزاء معينة من الكادر، و ظهور خلفية سوداء للصورة لا يظهر من معالمها أي شيء واضح.
الاستخدام الصحيح للفلاش في هذه الحالة هو عند تصوير الأشخاص في الأماكن المفتوحة نهارا وليس ليلا، فالفلاش عادة ما يستخدمه المصورون لموازنة الإضاءة في الصورة و التقليل من الأماكن المظللة على الوجه (تحت العينين والأنف والذقن) و ليس لإضاءتها كما يعتقد الكثير من مقتني الكاميرات.
هناك العديد من التقنيات الخاصة باستخدام الفلاش لا يتسع المقام لسردها حاليا.. و لكن تذكر دائما ."لا تستخدم فلاش الكاميرا ليلا" لكن عوضا عن ذلك قم برفع قيمة الـ ISO مع الانتباه أن ذلك يقلل من جودة الصورة
3.التصوير من وضعية الوقوف.
أغلب المصورين المبتدئين يلتقطون صورهم من وضعية الوقوف، التصوير من هذه الوضعية تحدد كثيرا زاوية الرؤية ويعطي نتائج عادية للصورة، جرب واقترب أكثر من الأرض ثم التقط نفس الصورة وسوف تحس بالفرق.
جرب التقاط الصورة و أنت (منبطح) على ظهرك أو باستخدام سلم من الأعلى...وسوف تجد أنك حصلت على صورة أفضل.
اقترب أكثر من الوردة التي تود تصويرها وحاول ايجاد زوايا جديدة بدلا من التقاط صورة اعتيادية لها من الأمام
جرب ثم قارن بين النتائج وستلاحظ الإثارة التي كنت تفوتها على نفسك باصرارك على وضعية الوقوف!
4.اهتزاز الصورة (Blurred Photo)
من أهم الأمور التي يجب أن تركز عليها كمصور هي الحصول على صورة حادة جدا خالية من الاهتزازات وهذا لا يمكن تحقيقه إلا حال توفر الاضاءة الجيدة لالتقاط الصورة باستخدام سرعة غالق سريعة وفتحة عدسة كبيرة، في حال عدم توفر الاضاءة الكافية من المهم جدا استخدام الحامل الثلاثي وذلك لتثبيت الكاميرا عليها وهو ما سوف يساعد في التقليل من حصول الاهتزاز، ولكن بشكل عام ينصح باستخدام الحامل الثلاثي في كل الحالات لضمان الحصول على صورة حادة خالية من الاهتزازات
هناك تقنيات عديدة للحصول على صورة حادة سأفرد لها تدوينات منفصلة لاحقا.
5.ابحث عن نقطة التركيز (Focus point)
كما ذكرت في النقطة السابقة أنه من المهم جدا أن يكون الهدف المراد تصويره واضح جدا أو (in focus)عدم وضوح الهدف يضعف من قوة الصورة بل قد تصبح معها بلا قيمة، الكاميرات الرقمية الحديثة باتت تتنافس في زيادة عدد نقاط التركيز التي تتراوح ما بين 11 وتصل إلى 51 في العديد من كاميرات DSLR الحديثة.
للحصول على التركيز المطلوب كل ما عليك فعله هو الضغط نصف ضغطة على زر التقاط الصورة في الكاميرا وستلاحظ أن العدسة بدات بالعمل لكي تحصل على التركيز المطلوب، بعد التأكد من وضوح الهدف استمر في الضغط على الزر والتقط الصورة.
في حال تصوير الوجوه والأشخاص حاول أن تضع نقطة التركيز على العينين للحصول على نظرة حادة تزيد من قوة العمل.
6.التعريض الزائد / المنخفض للصورة.
الإضاءة عنصر هام جدا في التصوير بل هو الأهم على الإطلاق، فطريقة عمل الكاميرا ترتكز بالأساس على انعكاسات الضوء والكمية الداخلة إلى ذلك الصندوق الأسود.
كلمة التعريض أقصد بها في كمية الضوء الداخلة إلى الكاميرا والمنعكسة على الفيلم أو المتحسس الرقمي خلال عملية التقاط الصورة.
التعريض الزائد يكون بدخول كمية ضوء أكثر من اللازم وهو ما يؤدي إلى بهتان ألوان الصورة و فقدانها لكثير من التفاصيل، وهما ما عادة يظهر على شكل مساحات بيضاء تغطي معظم أجزاء الصورة.
وبالمقابل التعريض المنخفض يتمثل في دخول كمية ضوء أقل من المطلوبة وبالتالي تكون أغلب معالم الصورة معتمة و السواد هو اللون الطاغي فيها.
لتجنب هذه المشاكل يجب اختيار الأوقات المناسبة للتصوير بحيث لا تكون فيها إضاءة الشمس ساطعة في حال التصوير الخارجي، كما يجب تجنب الاضاءة المباشرة على الكادر والتقاط الصور في الظل في حال تصوير الأشخاص وباستخدام الفلاش في هذه الحالة...
تعديل : كما أن أغلب الكاميرات الرقمية الحديث مزودة بمقياس للضوء أو (Light Meter) يعطي المصور إشارة عن مدى صحة التعريض قبل التقاط الصورة وهذا لا يتم الا عبر اختيار فتحة عدسة وسرعة غالق مناسبتين (راجع المقال السابق حول أوضاع الكاميرا الرقمية) بالاضافة الى أخذ قراءة التعريض من المكان الصحيح ضمن اطار الصورة وهو أمر مهم جدا جدا للحصول على التعريض الصحيح.
لاحظ أن المؤشر يجب أن يكون في المنتصف قبل التقاط الصورة
7.عدم وضوح الكادر المراد تصويره
هل حدث ووقعت بيني يديك صورة كادت أن تصيبك بالحول أو عمى الألوان؟
فضمن مساحة الصورة هناك مجموعة من الأطال يلعبول بالكرة على الإسفلت ، هناك نخلة شامخة في ركن من أركان الصورة،سيارة مسرعة تقطع منتضف الطريق تقودها فتاة حصلت للتو على رخصة القيادة (صدقوني صارت عندي خبرة في تحديد جنس السائقين!) ، مجموعة من ناطحات السحاب الشاهقة تغطي مساحة كبيرة من الخلفية و أخيرا وليس أخرا، عمود إنارة يولد إضاءة ساطعة يقع في منتصف الصورة تماما!
مثل هذه الصور تشتت نظر المشاهد، فأنت لا تعرف ماذا أراد المصور أن يصور بالضيط؟ هل كان يريد تصوير الأطفال ؟ أم الفتاة التي تقود السيارة بسرعة أم البنايات أم أراد يلفت الانتباه إلى عمود الإنارة؟
التقاط الصور الفنية يحتاج إلى وضوح الكادر ... القاعدة هنا.. كل ما كانت الصورة أبسط كلما كانت أجمل.
8.تواجد عناصر غير مرغوب فيها ضمن الخلفية.
الحرص على خلفية الصورة شيء عنصر أساسي في التصوير، احرص على عدم وجود عناصر غير ضرورية ضمن مساحة الصور قد تتسبب في تشتيت النظر لذلك قبل آن تلتقط الصورة تأكد من تواجدك في الزاوية المناسبة أو اذا استطعت فقم بتحريك الكادر المراد تصويره الى مكان آخر ليتحقق لك هذا الشرط
9.وضعية التمركز الخاطئة
أغلب السياح يحرصون على التقاط صور لهم أمام المعالم الشهيرة في البلد الذي يزورونه، وذلك لكي يتفاخروا أمام أصدقائهم أنهم كانوا في هذا المكان، التمركز الصحيح قبل التقاط الصور مهم جدا في مثل هذه الحالات، يجب أن لا تكون مواجها للشمس فيؤدي ذلك الى ظهور الصورة على شكل سليويت، كما ليس بالضرورة أن تظهر كنقطة صغيرة جدا في منتصف الصورة أمام تمثال أبو الهول، أصدقاؤك مازالوا سيعرفون أنك زرت الأهرامات لو حرصت على الاقتراب أكثر!
10.المعالجة الخاطئة للصورة
قد لا يكون لهذه النقطة علاقة مباشرة بأخطاء التصوير ولكن ضمن الأخطاء الشائعة ما بعد التصوير، ولكنني أردت أن ألفت الانتباه إليها .
التقنيات الرقمية الحديثة هذه الأيام بات لها القدرة على تصحيح كثير من أخطاء الصور وهو ما لم يكن متوفرا أمام مصوري الكاميرات الفيلمية، اليوم صار بالامكان تعديل الصورة وهذا يشمل الاضاءة و زيادة حدة الألوان وغيرها بواسطة استخدام برامج التصميم المعروفة مثل الفوتوشوب واللايت روم وغيرها ، عدم الإلمام بأساسيات التعامل مع هذه البرامج قد يتسبب في سلب جمالية الصورة وكذلك الاسراف في استخدام هذه الأدوات، نظرة المصور والفكرة التي يود ايصالها عبر الصورة هي من تحدد طبيعة هذه التعديلات ولكن هناك أساسيات لا يمكن تجاهلها.
لكن تذكر أن تطبيق القواعد الصحيحة في التصوير يوفر عليك ساعات من المعالجة أمام شاشات الكمبيوتر.
ملاحظة: هذا الموضوع استغرق مني تجهيزه الكثير من الجهد والوقت، في حال نقله من الضروري الاشارة الى المصدر وحفظ حقوقي ككاتب، لا أشجع على النقل المباشر وإنما على الاقتباس والتغيير