قالت صحيفة ذي غارديان إن الجيش المصري يعمل على تقويض
نتائج الانتخابات الرئاسية عبر الإعلان الدستوري المكمل الذي عزز بموجبه
نفوذه وقيد يدي الرئيس المرتقب.
وكان الإعلان الدستوري قد جاء بالتزامن مع النتائج الأولية للانتخابات التي رجحت تفوق المرشح
محمد مرسي عن
الإخوان المسلمين على غريمه
أحمد شفيق المحسوب على النظام السابق.
وقال ناشطون يؤيدون التغيير وحقوقيون إن الإعلان الدستوري
المكمل -الذي جاء بعد أيام من توسيع القضاة لنطاق سلطات الجيش بشأن اعتقال
المدنيين، وعقب حل البرلمان الذي يهيمن عليه الإخوان- سيفرغ عملية تسليم
السلطة إلى الجهات التنفيذية المنتخبة من معناها.
وكان الإخوان قد صنفوا على الفور هذا الإعلان بأنه "باطل وغير
دستوري"، الأمر الذي يعزز الاحتمال بوقوع مجابهة داخل كبرى المؤسسات في
الدولة، حسب تعبير ذي غارديان.
وتشير الصحيفة إلى أن الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية
تميزت بحملات إشاعة الخوف والسلبية من قبل أطراف المرشحين، إلى درجة أن
العديد من مراكز الاقتراع بقيت شبه فارغة معظم اليومين اللذين شهدا
التصويت، في ظل ارتفاع درجات الحرارة و"زيادة المناخ السياسي القمعي بقيادة
الجيش"، و"الانقسام الوطني" الذي عصف بالبلاد منذ عام ونصف العام.
وقد عبرت المنسقة الإعلامية لحملة مرسي، نرمين محمد عن
المخاوف إزاء وجود العديد من الخروق، ولكن قالت "لم نستطع حتى الآن تحديد
ما إن كانت ستؤثر على الصورة الانتخابية ككل أم لا".
من جانبها تقول الصحفية داليا ربيع "إذا ما فاز مرسي، فسيكون
هناك فسحة للمعارضة، أما إذا ما فاز شفيق، فقد قُضي على الثورة بشكل كامل".
وقد تحدثت وسائل الإعلام المصرية عن الخلافات العائلية التي
أحدثتها الانتخابات، حيث قالت تقارير إعلامية إن ناخبا مؤيدا لشفيق أقدم
على تطليق زوجته في مركز الاقتراع بمنطقة المنيا عندما علم أنها ستصوت
لمرسي.
وترى الصحيفة أن الرئيس المرتقب -سواء كان مرسي أم شفيق- سيجد
نفسه في غمار فوضى بيروقراطية بعد آخر تعديل منح العسكر سلطة تشريعية،
ووضع عملية صياغة الدستور في أيدي الجنرالات الذين يتمتعون الآن بالسلطة
لمعارضة أي اقتراح.
وضمن ما وصفته ذي غارديان بأنه تذكير رمزي للمواطنين بمصير
القوة السياسية، قالت إن الطائرات المروحية كانت تحلق في أجواء القاهرة
والمراكز المدنية الأخرى على مدى يومي السبت والأحد.
ويرى بعض المحللين أن غياب الاهتياج من قبل القوى السياسية
التقليدية إزاء "الانقلاب القضائي" الذي قام به العسكر، بهدف تكريس الطاقة
للسباق الرئاسي، سيشكل خطأ فادحا على المدى البعيد.
وتنقل الصحيفة عن الصحفي إسكندر العمراني الذي كتب يقول إن
"الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أراه في مصر هو الحكم العسكري والعصيان
المدني والعنف"، مشيرا إلى أن العسكر هم المسؤولون عن ذلك.