أواخر الأسبوع الفائت تواجد موسى الأهدل - 13عاماً - في صنعاء باحثاً عمن
يدفع باختراعه الصغير نحو تحقيق طموحه الكبير؛ إذ قدم إلى العاصمة المركزية
من محافظته إب وهو يحمل بين يديه جهازاً يولد الطاقة الكهربائية بواسطة
الحركة، ويحمل طموحاً بريئاً لأن يجد من يتبنى اختراعه ويدعم تطويره حتى
يتحول إلى مشروع وطني وتنموي كبير.
يدرس الطفل الأهدل في الصف الأول الإعدادي في مدرسة الشهيد الصباحي بمدينته
إب، ويقول إنه جاء إلى العاصمة صنعاء باحثاً عن جهة رسمية أو غير رسمية
تتبنى اختراعه وتطوره حتى يتحول إلى مشروع حقيقي يسهم في الحد من أزمة
الكهرباء التي تعانيها البلاد؛ إذ يعمل الجهاز الذي اخترعه الطفل بالحركة؛
حيث تستمد المروحة طاقتها من بقايا الشحنة الكهربائية في أحد الخازنين
بينما تقوم بتزويدها مرة أخرى إلى الخازن ذاته ومنه إلى خازن آخر.
ووفقاً لشرح الطفل والجهاز الذي اخترعه بين يديه فإنه يقول: تستمر الطاقة
الكهربائية في هذا الجهاز لمدة ثلاث ساعات وقابلة للزيادة كلما كبرت
المروحة والخازنات.
وقد بدأت فكرة الاختراع عند موسى الأهدل عندما وجد انطفاء الكهرباء يتزايد
كل يوم في مدينته عموماً ومنزله خصوصاً بينما هو في حاجة لأن يدون ملاحظاته
ويتابع دروسه، على حد قوله, ويضيف: كنت أتساءل لماذا هذا المولد الكهربائي
الذي شهد سوقه رواجاً مع تزايد انقطاع التيار الكهربائي, ولماذا لا يعمل
هذا المولد إلا بمادة البترول أو الديزل, ولماذا ينطفئ أصلاً؟!.
موسى الذي يوصف بأنه ذكي في دراسته كان يزور مهندسي المولدات ويسألهم عن
بعض التفاصيل في أجهزة المولدات الكهربائية، بحسب تعليقه على بداية الطريق
الذي أوصله إلى هذا الاختراع.. ويضيف الطفل الطموح: قمت بجمع كميات كبيرة
من اللعب ومن الأدوات المنزلية المعطلة واستفدت من بعض أجهزتها في صناعة
هذا الجهاز الذي نتمنى أن يتطور.. ولا ينسى أن يشير إلى بعض الصعوبات التي
واجهها من قبل أهله؛ فقد كانوا يصرخون في وجه كلما رأوا الأدوات والأجهزة
المعطلة تتراكم بسببه في المنزل.
“حميد البعداني” مدير مدرسة الشهيد الصباحي التي يدرس فيها الطفل الأهدل
ويطمح لأن يكون طياراً مدنياً يقول عنه إنه متفوق على زملائه في دراسته،
ويؤكد في سياق الحديث عن تبني المدرسة إبداع الطالب ؛ إذ قاموا برفع مذكرة
إلى مدير مكتب التربية في إب ليقوم الأخير برفع مذكرة أخرى إلى عميد كلية
الهندسة في المحافظة بهدف استيعاب الطفل موسى ليتمكن من التعرف على بعض
الأساسيات وبعض الأشياء النظرية في الهندسة الإلكترونية.
ويضيف خال الطفل الذي رافقه إلى صنعاء أيضاً أنهم التقوا مسئولاً في وزارة
التعليم الفني والتدريب المهني وحرر الأخير مذكرة إلى مدير المعهد الفني في
إب لاستيعاب الطفل فيه؛ لكن في كل الأحوال لاتزال الإشكالية مستمرة في ظل
عدم توافر معامل للتلاميذ بالمدارس والمعاهد في غالبية المحافظات وعدم وجود
جهات تشجع وترعى ابتكارات الأطفال سواء من قبل الحكومة أم من قبل بعض
منظمات المجتمع المدني المهتمة بتنمية الطفولة.
يشار هنا إلى أن الطفل موسى الذي التقيناه في مؤسسة «إبحار للطفولة» حيث
كان قد توجه إليها بعد أن سمع من أحد أقاربه أنها تتبنى برنامجاً يدعم
ابتكارات الأطفال؛ وشرح لهم مشروعه ولايزال في انتظار مساندتهم وغيرهم له
حتى يتحقق طموحه في الحد من مشكلة انطفاء الكهرباء, حيث بالإمكان أن يتطور
مخترعه إلى مشروع حقيقي يخدم اليمن واليمنيين.