لقد وجّه الإسلام إلى التربية الأخلاقية، ولاشك أن كل أم تطمح أن يكون أبناؤها على أعلى درجة من الخلق والأدب.. والألفاظ البذيئة أصبحت مصدر قلق للأمهات والآباءعلى حد سواء.
تم إجراء استفتاء شمل 20 شخصًا يتكون من سؤالين:
السؤال الأول: ما هي الألفاظ البذيئة الأكثر استخداما لدى الأطفال؟
والإجابة:
كان الأكثر استخدامًا هو أسماء الحيوانات أما اللعن فهو الأقل استخداما.. ويرجع ذلك إلى الوازع الديني, فا الشرع حرَّم اللعن وشدَّد بالوعيد في ذلك، فتبتعد الأسرة عنه وتستنكره وترفضه.
السؤال الثاني: ما هو برأيك مصدر تلك الألفاظ؟
أما الإجابة:
اتفقوا على أن الأسرة هي المؤثر الأول, ثم المخالطة، أما وسائل الإعلام هي الأقل تأثيرًا بالإجماع، ولا يعني هذا انعدام تأثير وسائل الإعلام, لكن المقصود في قضية الألفاظ البذيئة هي الأقل
وربما كان تأثير الوالدين والأقران متساويًا لدى بعض الأطفال من سن 2 ـ 4 سنوات لصغر سن الطفل, وحبه الشديد لتقليدالآخرين.
فالطفل في فترة (2.. 4) سنوات يمر بفترة طبيعية يكتسب فيها من محيطه كالأخوة و الأهل ألفاظ معينة يستعملها دون إدراك لمعناها.
ما الخطوات الواجب اتخاذها في حال تلفظ الطفل بتلك الألفاظ؟
1ـ يجب أن يكون رد الفعل الأول عدم الضحك مهما كان اللفظ أو الموقف مضحكًا، فالضحك يدفعه إلى التكرار.
2ـ قد يكون التجاهل والتغافل في البدء خير علاج خصوصًا لأطفال (2.. 4) سنوات.. وبعض الأطفال يتلفظون بهذه الألفاظ لأنهم يرون أن ذلك لا يعجبك وأنه يؤلمك أن يتلفظ بها، فعدم الاهتمام والانفعال يؤثر على الطفل الصغير أكثر من غضب الوالدين الشديد.
إذ قد يكون الطفل يحب استثارة الوالدين, ولفت أنظارهم فيفرح بذلك ويصر على هذه الكلمات.
3ـ معرفة سبب الألفاظ، فإن كان من الأسرة فعلى الوالدين أن يكونا قدوة حسنة.. فهما المؤثر الأول فيبتعد عن الألفاظ البذيئة أيًا كانت، ولذلك نرى أن كثيرًا من الأسر تبتعد عن اللعن فيبتعد أطفالها عنه لكنها تتلفظ بالكلمات البذيئة فيتلفظ بها أطفالها.
فالأسرة هي المؤثر الأول, فإذا ابتعدت عن ألفاظ السباب ابتعد عنه أطفالها.
4ـإذا كان مصدر الكلام البذيء هو أحد الأقران ولأول مرة فيعزل عنه فترة مؤقتة، وفي نفس الوقت يغذى الطفل بالكلام الطيب، ويحذر من الكلام السيئ, حتى يتركه وإذا عاد للاختلاط فإنه يكون موجهًا ومرشدًا للطفل الآخر.
أما إذا كانت الكلمات البذيئة قد تأصَّلت عند الطفل فيستخدم معه أساليب الثواب والعقاب إذا كان الطفل في عمر 4سنوات فما فوق.
5ـ تعليم الطفل آداب الإسلام واختيار الألفاظ السليمة.
عندما يبدأ ابنك بتلفظ كلمات نابية محرجة ينشأ لدى الوالدين شعور بالأسف والألم اتجاه سلوك الابن غير الواعي بما يخرج من فمه من ألفاظ مزعجة، ولا ينبغي تجاهلها.
أن الألفاظ اللغوية لدى الطفل يكتسبها فقط من خلال محاولته تقليد الغير لذلك كان لزاما على الوالدين مراقبة عملية احتكاك الطفل بين من يختلطون بالأسرة عمومًا وبالطفل خصوصا، ومراقبة البرامج الإعلامية التي يستمع إليها ويتابعها، والأهم من ذلك اللغة المستعملة من طرف الوالدين اتجاه أبنائهما وفيما بينهما.
الوقايـــة من المشكلــــة:
1ـ عامل الطفل كما تحب أن تُعامل وخاطبه باللغة التي تحب أن تُخاطب بها.
2ـ استعمل اللغة التي ترغب أن يستعملها أبناؤك.
من هنا البداية وهكذا يتعلم الطفل.. قل 'شكرًا' ومن فضلك ولو سمحت وأتسمح؟ وأعتذر.. يتعلمها ابنك منك، مهم أن تقولها والأهم كيف تقولها؟ قلها وأنت مبتسم بكل هدوء وبصوت منسجم مع دلالات الكلمة.
3ـ تأكد أن اللفظ الخارج من فم طفلك ـ فعلاًـ غير لائق.
حتى لا تنجم عن ردة فعلك سلوكيات شاذة وألفاظ أشد تأكد فعلاً أن اللفظ غير لائق وليس مجرد طريقة التلفظ هي المرفوضة.
فمثلاً لو نطق بكلام وهو يصيح، أو يبكي، أو يعبر عن رفضه ومعارضته كقوله: 'لا أريد' لماذا تمنعونني' 'لماذا أنا بالذات' وهذه كلها كلمات تعبر عن 'رأي' وليس تلفظًا غير لائق!! فعملية التقويم تحتاج إلى تحديد هدف التغيير وتوضيحه للطفل! هل هو اللفظ أو الأسلوب؟
4ـ راقب اللغة المتداولة في محيطه الواسع.
كيف تعالـــج المشكلـــة؟
1- لا تهتم بشكل مثير بهذه الألفاظ
حاول قدر المستطاع عدم تضخيم الأمر ولا تعطه اهتمامًا أكثر من اللازم..تظاهر بعدم المبالاة حتى لا تعطي للكلمة سلطة وأهمية وسلاحًا يشهره الطفل متى أراد، سواء بنية اللعب والمرح أو بنية الرد على سلوك أبوي لا يعجبه، وبهذا تنسحب من ساحة اللعب بالألفاظ.. فاللعب بمفرده ليس ممتعًا إذا لم يجد من يشاركه.
2- مدح الكلام الجميل
علم ابنك ما هو نوع الكلام الذي تحبه وتقدره ويعجبك سماعه على لسانه.. أبد إعجابك به كلما سمعته منه. عبر عن ذلك الإعجاب بمثل 'يعجبني كلامك هذا الهادئ' 'هذا جميل منك' 'كلام من ذهب.
3- علمه فن الكلام
علمه مهارات الحديث وفن الكلام من خلال الأمثلة والتدريب، وعلمه الأسلوب اللائق في الرد.. 'لا يهمني' تعبير مقبول لو قيل بهدوء واحترام للسامع، وتصبح غير لائقة لو قيلت بسخرية واستهزاء بالمستمع.
4- حول اللفظ بتعديل بسيط
لو تدخلت بعنف لجعلت ابنك يتمسك باللفظ ويكتشف سلاحًا ضدك أو نقطة ضعف لديك ولكن حاول بكل هدوء اللعب على الألفاظ بإضافة حرف أو حذفه أو تغيير حرف أو تصحيح اللفظ لدى الطفل موهمًا إياه بأنه أخطأ.. فلو كانت مثلاً كلمة 'قل عب' غير لائقة فقل له: لا وإنما تنطق 'ملعب' وهكذا.
أهم طـــرق العـــلاج:
هي توجيه الطفل وتخليصه من ذلك السلوك المرفوض.. وللوصول إلى هذا لابد من اتباع التالي:
- التغلب على أسباب الغضب... فالطفل يغضب وينفعل لأسباب قد نراها تافهة كفقدان اللعبة أو الرغبة في اللعب الآن أو عدم النوم. وعلينا نحن الكبار عدم الاستهانة بأسباب انفعاله السابقة فاللعبة بالنسبة له مصدر متعة ولايعرف متعة غيرها.. فعلى الأب أو الأم أن يهدئ من روع الطفل ويذكر له أنه على استعداد لسماعه وحل مشكلاته، وإزالة أسباب انفعاله وهذا ممكن إذا تحلى بالهدوء والذوق في التعبير عن مسببات غضبه.
- إحلال السلوك القويم محل السلوك المرفوض.
- البحث عن مصدر الألفاظ البذيئة في بيئة الطفل سواء من [الأسرة ـالجيران ـ الأقران ـ الحضانة].
- إظهار الرفض لهذا السلوك وذمه علنًا.
- التحلي بالصبر والهدوء في علاج المشكلة.
- مكافأة الطفل بالمدح والتشجيع عند تعبيره عن غضبه بطريقة سليمة.
- إذا لم يستجب الطفل بعد 4 ـ 5 مرات من التنبيه يعاقب بالحرمان من شيء يحبه.
- يعوَّد على 'الأسف' كلما تلفظ بكلمة بذيئة ويكون هنا الأمر بنوع من الحزم والاستمرارية والثبات.
- أن يكون الوالدان قدوة صالحة لطفلهما وأن يبتعدا عن الألفاظ البذيئة.
- تطوير مهارة التفكير لدى الطفل وفتح أبواب للحوار معه.[/size][/size]