شجاع سيدم :::::المدير العام:::::
عدد المساهمات : 4089 نقاط : 14381 نقاط التقييم : 24 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 46 الموقع : https://saidam.yoo7.com/
| موضوع: الشهيدة تفاحة العنتري ... هن هكذا نساء اليمن الإثنين نوفمبر 21, 2011 2:18 am | |
| أخبرت زوجها ذات يوم أن الثورة باستشهادها ستنتصر الشهيدة تفاحة العنتري.. ثائرة هتفت «أنا الشهيدة القادمة»، فأردتها قذائف صالح في ذات المكان الذي رغبت
من منزلها الطبيب المشبع بالروح الثورية والقيم النضالية خرجت الشهيدة تفاحة صالح العنتري، الأستاذة والمربية الفاضلة في مدرسة مجمع طيبة في الحوبان لتقطع مسافات طويلة إلى ساحة النضال والكفاح والحرية وسط مدينة تعز، وهي مسافة كبيرة, كبيرة بالخطوات وحساب الأمتار, وكبيرة بحساب الأرقام بين ماضي محزن في ظل نظام مستبد أخذ من عمر اليمنيين "33 " عاما ومستقبلا يسع الجميع أن يرسموا لوحة حقيقة مشرقة شعارها "يمن جديد ومستقبل أفضل" غير تلك اللوحة التي رسمها هذا النظام والتي أجبر من خلالها الجميع للخروج في ثورة سيسجلها التاريخ أنها من أنصع الثورات.
شاهد فيديو الشهيدة تفاحة توضح جرائم صالح قبل استشهادها هنــــــــــــــــــــــــا
خرجت تفاحة لترفض الضيم وهي التي عافت الذل وشهدت التخلف وعايشت الفقر منذ نعومة أظفارها، كانت إنسانة نادرة في العطاء والخير ولها عدد من الأنشطة في لجنة النظام ولجنة الخدمات واللجنة التنفيذية ولجنة الحشد ولجنة الدعم، وفي شهر رمضان المبارك كانت اليد المساهمة في مشروع إفطار الصائم, ومنذ بداية انطلاقة الثورة كانت أشبه بخلية نحل لا تتوقف عن خدمة الآخرين ولم تتوقف لحظة واحدة عن خدمة الثورة إلى حين استشهادها.
مقتطفات من حياة الشهيدة
كانت الشهيدة تفاحة العنتري قيادية محنكة ومشهود لها بقوة شخصيتها وعزيمتها وإصرارها ولم يثبت يوما أنها تخلت عمن حولها حتى في أحللك المواقف، فقد كرست وقتها وجهودها لخدمة ثورتها وكانت من أكبر المرابطين بساحة الحرية وبصمودها تفوقت على الجميع بما فيهم الرجال والناشطون وكانت تعود إلى منزلها لتجهز لأبنائها في الساحة الكعك وبعض الأشياء دعما منها لهم لا هم لها إلا خدمة الثورة وشبابها مضحية دائما بنفسها ووقتها.
تمنت الشهادة من أول يوم خرجت فيه إلى الساحة وازداد عشقها للشهادة بعد استشهاد رفيقة دربها عزيزة المهاجري وفي العشر من ذي الحجة كانت تدعو الله بأن يصطفيها شهيدة إلى جور الشهداء والصديقين والأنبياء وهي تستعد لصلاة أفضل يوم وهو يوم الجمعة وفي أفضل ساعة، فقد كانت تفاحة تؤكد لزوجها دائما أن الثورة بشهادتها ستنتصر.
تفاحة ومحرقة ساحة الحرية
كانت الشهيدة تفاحة العنتري لا تفوتها أي مسيرة، فقد كانت الأم الحنونة للجميع كانت محبوبة لدى الجميع وبالأخص أبنائها الشباب في ساحة الحرية وكانوا يسمونها بأم الثورة وهذه الصفات أجمع أغلب من التقى بهم" مأرب برس" على وصفها بها, وفي ليلة محرقة ساحة الحرية بتعز يوم أن ارتفعت ألسنة اللهب تعانق السماء ولبد دخان المحرقة سماء المدينة يوم أن انسحب الجمع تحت كثافة نيران أجهزة السلطة العسكرية وبقي القلة القليلة كانت الشهيدة تفاحة من ضمن أولئك القلة تنقذ بعض الشباب وتسعف البعض الآخر الذين يتم إسعافهم.
نيل الشهادة
في يوم جمعة "لإحصانه للقتلة" كانت تفاحه صالح العنتري من أوائل الواصلين إلى ساحة الحرية رغم أن القصف كان يستهدف الساحة والأحياء المجاورة لها منذ الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم إلا أنها بشجاعة المقاتل وصبر المصاب وعزيمة الأحرار رفضت البقاء في المنزل واعتبرت ذلك خيانة لدماء الشهداء وفرارا من يوم الزحف بحسب مقربين منها واتجهت إلى الساحة بإباء وشموخ وهي تهتف " الله أكبر حرية – الله أكبر حرية" وتشجع النساء على المضي إلى الساحة والثبات فيها كما ذكرن ذلك من كن معها في ذلك اليوم وصلت إلى الساحة والقصف إلى وسط الساحة وحثت الثائرات الحرائر على تنظيف الساحة والاستعداد لأداء شعائر صلاة جمعة كان شعارها " لا حصانة للقتلة" وهي لا تعلم أن الله استجاب دعائها وأنها خرجت ولن تعود بل ستذهب شهيدة إلى الله تعالى.
في ظهر الجمعة11-11-2011م افترشت تفاحة سجادتها أمام فندق المجيدي ولم تستطع أي من الثائرات ثنيها عن التراجع والابتعاد إلى المكان الأكثر أمانا وهي تؤمن أن أجل الله إذا جاء لا يستقدم ساعة ولا يتأخر وفي أثناء الخطبة اشتاطت قوات صالح غضبا وأمطرت ساحة الحرية بالقذائف وكانت تفاحة في مقدمة الصف ولم تبرح مكانها وهي رافعة السبابة والوسطاء النصر أو الشهادة فاخترقت شظايا قذيفة صالح الغادرة رقبتها فروت بدمها الزكي ساحة الحرية وثرى البلد الطيب الذي كان جنة طيبة ورب غفور فأفقره النظام والفساد والمحسوبية.
كانت كالحمام ولم تجرح مشاعره يوما ما
كانت تفاحه ثورة تتحرك وهي الحنونة على أبنائها والمخلصة لزوجها وقد ربت ثلاثة أولاد لزوجها وكانت لهم الأم الحقيقية والصدر الحنون عليهم كما كانت الزوجة المثالية التي لن تمحى من ذاكرة زوجها الأستاذ محمود عبد الوهاب الطيب الذي تحدث إلينا قائلا " كانت تفاحة رحمة الله عليها بالنسبة لي هي كل شيء في حياتي بل كنت أعتبرها أغلى من الهواء الذي أستنشقه, كانت نعم الزوجة ونعم الأم يعلم الله أنها جعلتني كطفل المدلل راعتني من جميع الجوانب ولا أبالغ إن قلت لكم أني شعرت باليتم الشديد الذي لا يوصف كانت لي زوجة , وأم وصديقة وأخت كانت تحمل كل معاني القيم والأخلاق وكانت مدرسة بالنسبة لي أتعلم منها كل شيء".
وبنبرات صوته الحزينة والمتحشركة بالبكاء والدمع يتقاطر من عينية يواصل زوج الشهيدة تفاحة الحديث: الحقيقة مهما قلت من كلمات لا أستطيع وصف أمراه مثل هذه المرأة وما أختارها الله تعالى إلا لأنها في الحقيقة وصلت إلى درجة لا أقول الكمال لأن الكمال لله سبحانه وتعالى لكنها بمستوى عالي جدا أنا شخصيا أرى نفسي أمامها صغير جدا لأنها تحمل معاني رائعة كان لها قلب كبير يتسع للجميع كانت تحمل صفات عظيمه كان من صاح في وجهها تسكت وكنت أحيانا أغضب فلا ترد علي.
وبحسرة مؤلمة يضيف زوج الشهيد: "مند عشرين سنة ما قد أحسست يوما من الأيام أنها أساءت لي بكلمة واحدة ماذا أقول الحقيقة الكلمات تعجز وأنا في هذا الموقف العصيب لا أستطيع أن أفي بحقها.
أمي كانت إنسانة طيبة ومناضلة
إسراء محمود الطيب بنت الشهيدة تفاحة العنتري وبكل صمود وثبات ورباطة جأش وصفت أمها بأنها كانت إنسانه طيبه ومناضله وعاشت طول عمرها رافضه لظلم والقهر والاستبداد وتعهدت بأنها ستعمل على إكمال مسيرة والدتها الشهيدة وتشرح اللحظات الأخيرة مع والدتها قائلة: "الحمد لله أن ربي اختارها لتكون شهيدة وتشفع لنا جميعا"، وتواصل: "في ذلك اليوم رفضت أن أخرج معها وطلبت مني أن أتأخر وأن أتصل بها قبل أن أخرج وفعلا اتصلت بها قبل استشهادها بثواني فردت علي فقلت لها السلام عليكم كيف حالك قالت الحمد لله عملتي لأبوك الغداء رديت عليها بنعم فسمعت أصوات القذائف والنساء صاحين وبعدها لم أسمع صوت أمي إلى اليوم الحمد لله على كل حال".
وتذكر أن أمها تمنت الشهادة في يوم استشهاد الشهيدة عزيزة عندما زارتها قالت "أنا الشهيدة القادمة وبالفعل كانت هي الشهيدة بعدها هي وزينب وياسمين أحلى عرائس في تعز وأحلى عرائس في اليمن صحيح أن بعض النساء استشهدن في القصف لكن أمي استشهدت في الساحة وهي تجاهد وفي مصلاها".
وكانت دائما تجلس بنفس مكان ما استشهدت وكنت أقول لها ابعدي من عندك والشباب والنساء كانوا يقولوا لها يا خاله ابعدي من عندك تقول لهم: لا أنا باستشهد هنا.
هكذا هم العظماء والأبطال يتركون فارغا كبيرا لا يستطيع أحدا ملؤة ويتركون حزنا شديدا قل أن ينسى ويسطرون أعظم ملاحم الفداء والتضحية في التأريخ في سبيل أوطانهم ودينهم وحريتهم. |
|