في عصرنا الحديث يعد الموظفون من أهم أصول المنشآت، بل هم الدعامة الأهم في
المحافظة على استقرار الشركات وثبات النمو والسيطرة على الأسواق، ويلاحظ
ذلك جليا في الشركات الكبرى وما تقدمه لموظفيها من مكافآت وتدريب وقروض.
ويسعى ملاك الشركات دائما لتدعيم روح الولاء عند الموظف مما يسهم في زيادة
إنتاجيتهم واستمرارهم في العمل. ويعد ترك أو انفصال الموظفين الجدد أو
القدامى الأكفاء عن عملهم خصلة سيئة في المنشأة ولها الكثير من المساوئ من
أهمها تأخر العمل أو التسبب في تحقيق خسارة. وإن كان هذا الموضوع غير ذي
أهمية لبعض الشركات في الماضي، فإنه سيكون النقطة الأهم لتميز الشركات في
المستقبل.. من خلال الكثير من الأبحاث وكثير من القصص التي تصادفني في عملي
أستطيع أن أجمل أسباب ارتفاع نسبة ترك الموظفين الجدد لأعمالهم في النقاط
التالية:
- أسلوب وطريقة تعامل الرئيس المباشر من شدة مفرطة أو عدم اقتناعه بقدرات
الموظف الجديد، ولعل هذا هو أهم سبب في ترك العمل وهناك دراسات كثيرة تثبت
ذلك.
- إعطاء صورة لجو العمل عند التعيين مختلفة عن الواقع، وقد يعتقد صاحب
العمل أنه ذكي عندما يمارس ذلك، ولكن أغلب النتائج التي رأيتها تكون وخيمة
على صاحب المنشأة.
- التحديد العشوائي للعدد المطلوب والنوعية المطلوبة للتعيين، وذلك دون إعداد الدراسة اللازمة بالمقارنة للشواغر وتوقيتها.
- انعدام وجود الوصف الوظيفي، أي غياب تحديد المهام المطلوبة ومواصفات
الشخص المطلوب، وأحيانا يكون الوصف الوظيفي أصلا أعد ليتناسب مع مؤهلات
وخبرة مرشح معين في فترة ما.
- زيادة ساعات العمل أو عدم التقيد بساعات العمل النظامية وتملص المنشأة من دفع بدل خارج الدوام.
- تغيير مسمى أو مهام الوظيفة أو حتى موقع العمل أو أحيانا تغيير منطقة العمل دون أخذ رأي الموظف أو العامل.
- وجود اختلافات واضحة في عقد الموظف أو العامل من حجم الراتب والمميزات من مدة الإجازة وبدل النقل, السكن, العلاج أو تذاكر السفر.
- تأخر دفع الرواتب خلافا للمتفق عليه في العقد.