بشَّـار بـن بـرد
هو أبو معاذ بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي بالولاء أي أنه كان رقيقا فأعتقته امرأة عقيلية فصارت مولاته فنسب إليها.
هو بصري ضرير كان من فحول الشعراء وأصله من طخارستان من سبي المهلب بن أبي صفرة القائد العربي المشهور.
ولد
أعمى أكمه جحظ الحدقتين قد تغشاهما لحم أحمر وكان ضخما عظيم الخلق والوجه
مجدرا طويلا وهو أول مرتبة المحدثين من الشعراء المجيدين.
يروى
عنه وهو مما عزى إليه من آثار الزندقة أنه كان يفضل طبيعة النار على طبيعة
الطين ويصوب رأي إبليس في عدم السجود لآدم. وينسب إليه قوله:
الأرض مظلمة والنار مشرقة
والنار معبودة مذ كانت النار
وروي
أنه قد فتشت كتبه فلم يعثر فيها على شيء مما عزي له ووجد له كتاب فيه قوله
إني أردت هجاء آل سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس رضي اللّه عنهم
فذكرت
قرابتهم من رسول اللّه فأمسكت عنهم.
وقال المهدي في تاريخه كان سبب قتل المهدي لبشار أن المهدي ولى صالح بن داود أخا يعقوب بن أود ولاية فهجاه بشار بقوله ليعقوب:
هموا حملوا فوق المنابر صالحا
أخاك فضجت من أخيك المنابر
فبلغ
يعقوب هجاؤه فدخل على المهدي وقال له إن بشار هجاك. قال ويلك ماذا قال.
قال يعفيني أمير المؤمنين من ذلك فقال لا بد. فأنشده شعرا فيه فحش. فطلبه
المهدي فخاف يعقوب أن يدخل عليه فيمدحه فيعفو عنه فوجه إليه من ألقاه في
البطيحة. ومن شعر بشار قوله:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن بحزم نصيح أو نصاحة حازم
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة فريش الخوافي تابع للقوادم
وما خير كف أمسك الغل أختها وما خير سيف لم يؤيد بقائم